في كرة القدم، يجب أن نفهم جيداً أن جميع النتائج واردة ومحتملة وفي دورينا، خصوصاً أنه لا يستطيع أي من كان أن يعرف نتيجة مباراة أو يتوقعها إلا مع انتهاء صافرة نهاية المباراة إذ إن دورينا يختلف كثيراً عن باقي الدوريات العربية والخليجية، فمبارياته كثيراً ما تكون متقاربة المستوى ولا يمكن توقع نتائجها مسبقاً· من هنا أردت أن ابدأ كتابتي عن مباراة الشباب المتصدر، وحتا الذي يقبع قريباً من ذيل الجدول ويصارع الهبوط والذي التقى فريقاً يعتلي ترتيب المسابقة وخدمته نتائج المنافسين له بتعادل الشعب مع الأهلي، وخسارة الجزيرة من الوصل، ولكن لأنها كرة القدم الإماراتية المتقلبة، فبدلاً من أن تكون نتائج الملاحقين للشباب محفزة له للفوز على حتا، كانت نتائج المتصارعين مع حتا على الهروب من القاع هي الوقود الذي تغلب به حتا على المتصدر، فكانت المباراة صراعاً بين محاولة البقاء في الدرجة الأولى وبين الابتعاد بالصدارة في ظل نشوة معرفة نتائج المنافسين السلبية والتي أدت بالمتصدر إلى نتيجة أكثر سلبية مما توقعها أبناء القلعة الخضراء· ما أودّ الحديث عنه هو التذكير بأننا نمارس كرة قدم لها ثلاثة وجوه الفوز والتعادل والخسارة، ويجب ألا يغيب عنا هذا المفهوم أبداً وعلينا التأكيد عليه سواءً لإدارات الأندية أو اللاعبين، والأهم من ذلك ترسيخه لدى الجماهير، وعلينا تقبل أي من هذه النتائج الثلاث بروح رياضية بعيداً عن المبالغة في الفرح أو الحزن؛ لأننا في ساحة رياضية وليست ساحة حرب· وما يدعوني إلى هذا القول، هو ما شاهدته من منظر لا يليق رياضياً من انفلات الأعصاب الذي أصاب بعض أعضاء الجهاز الفني لفريق الشباب أو فريق حتا، وكذلك كان منظر اللاعبين داخل الملعب وتأثير النتيجة وارتفاع مستوى الشد العصبي وكثرة الألعاب الخشنة غير المقبولة، كل ذلك كاد أن يؤدي إلى ما لا تحمد عقباه، وكاد أن يقود إلى أمور أكبر لا تتحملها الساحة الرياضية، ولا يمكن تبرير ذلك رياضياً بأخطاء التحكيم مهما كانت، فضبط النفس والهدوء هما ما يجب أن يسودا عند تأزم الأمور، ودور الدكة والجهازين الفني والإداري هو المساهمة في نزع فتيل الشد العصبي الذي يصيب اللاعبين نتيجة شعورهم بالظلم، ولا يجب أن تكون الدكة هي مصدر التوتر مهما كانت النتيجة ومهما كان أداء التحكيم مساهماً في تطور الأمور وانفلاتها· لقد أعطى منظر طاقم التحكيم وهو يغادر الملعب في حماية الشرطة والدروع الواقية من فوقهم، صورة وانطباعاً سلبيين للغاية لرياضتنا ولكرتنا التي ننادي بتقديمها للعالم على أنها كرة متطورة، وننشد الاحتراف لها، ثم ننسى في غمرة المنافسة كل أصول الرياضة ونعيد إلى زمن التعصب والفوضى· هناك دور كبير يقع علينا جميعاً لنبذ أشكال ومظاهر التعصب كافة، ولابد أن نساهم في جعل مجتمعنا الرياضي مجتمعاً متحضراً، ولابد أن نساهم جميعاً في توعية اللاعبين والجماهير وحثهم على التحلي بالروح الرياضية والتشجيع المثالي· ومن هذا المنطلق، فلابد أن نستهجن أيضاً ما قامت به بعض الجماهير الوصلاوية من تصرف لا يمت للرياضة وإلى الروح الرياضية وما كان يجب أن يكون في ملاعبنا أثناء مباراة الوصل والجزيرة وعلينا كإعلام وكإدارات أندية واتحاد كرة ألا نغفل هذه الأمور وألا نعتبرها أموراً بسيطة، وعلينا أن نتذكر أن أعظم النار من مستصغر الشرر، ونحن لا نريد لساحتنا الرياضية أن تتحول إلى غابة بسبب بعض التصرفات الدخيلة مهما كان أصحابها، فواجبنا جميعاً أن نتصدى لها·