تقوم وزارة الداخلية بجهود كبيرة لضبط المخالفين لقوانين الإقامة تنفيذاً للقانون الاتحادي رقم 8 لعام 2007 المعدل، والخاص بإقامة ودخول الأجانب· وتقوم دوائر الجنسية والإقامة بحملات تفتيشية في أعقاب انتهاء المهلة التي منحها مجلس الوزراء لمغادرة المخالفين في نوفمبر الماضي· ورغم الجهود المبذولة، يلحظ المرء وجود مظاهر للعمالة السائبة في أكثر من مكان، خصوصاً ما يتعلق بالعمالة الهامشية التي تشكل الشريحة الأوسع والغالبة في قاعدة هرم الخلل المزمن في التركيبة السكانية، والتي اعتبرها وزير العمل البحريني مجيد العلوي في تصريحاته المدوية خلال منتدى عمالي بأبوظبي الشهر الماضي وراء ''كسل الخليجيين''· وهذه النقطة بالذات هي التي تشجع على ظهور ''الهامشيين''، ولا أدل على ذلك من هذه الصورة التي ظهرت عند بعض المجمعات الاستهلاكية الكبيرة التي بدأت في تطبيق أسلوب وضع ''الدرهم'' في عربة التسوق من أجل ضمان إعادتها إلى مكانها الصحيح· ولكن ''ربعنا'' بعد أن يفرغوا محتويات العربة في سياراتهم، يتركونها في مكانها، ليجيء بعد ذلك أحد هؤلاء ''الهامشيين'' ويعيدها إلى حيث تجميع العربات، ويلتقط الدرهم وكلها ''أرزاق'' عند العرب!· ومن أمام مداخل المجمعات الاستهلاكية الرئيسية، إلى الشوارع الخلفية للمدينة وحتى الجانبية، حيث احتارت رقابة مظهر مدينة أبوظبي في المكان الذي تخصصه لأصحاب سيارات النقل الخفيفة الـ''بيك آبات''، وهم تقريباً من جنسية آسيوية واحدة، يحيط بالمركبة الواحدة ما لا يقل عن عشرة آخرين من العمال، الذين ما ان يروا إنساناً أو مركبة تقف أمامهم حتى يتدافعوا نحوه عارضين قوة عضلاتهم لنقل الأشياء· ولا شك أن غالبية هؤلاء بإقامات مشروعة في البلاد، وإلا كانت الطامة أكبر، ولكن هذه الإقامات وإن كانت مشروعة، إلا أنها تثير الكثير من التساؤلات حول دور كفلاء ''الغفلة'' الذين تركوهم ''هايتين'' هكذا في الأسواق، بما يمثله ذلك من نيل للجهود الكبيرة التي تقوم بها وزارة الداخلية· إن إنجاح خطط الدولة في هذا الاتجاه بحاجة إلى دور ملموس وعملي للمواطن والمقيم في القضاء على الآثار المترتبة على مظاهر العمالة السائبة·