في عالم تطوف فيه المعلومة بلمح البصر وتنتشر فيه الأخبار بصورة أسرع من انتشار النار في الهشيم، عالم لا يكاد يخفى فيه شيء أو عليه شيء بفضل وجود الآلاف من وسائل الإعلام التي أصبحت تراقب وترصد وتنقل كل الأحداث· حتى أصغر الأحداث في حياتنا وأبسطها والتي تبدو غير مهمة تجد فيها العشرات من وسائل الإعلام حاضرة وهي على أهبة الاستعداد لرصد كل شاردة وواردة تحصل فيها ونقلها إلى مختلف أنحاء العالم· لو احترقت شجرة وسط غابة فإنه بإمكانك أن تعرف بها، ولو انهار جدار جليدي في القطب الجنوبي فإن الخبر سينقل إليك، جلسة بسيطة أمام التلفزيون وسترى أنك طفت في مختلف أرجاء العالم وأنت لا تزال جالسا في مكانك· ودخول قصير على الإنترنت يسمح لك بالوصول إلى أي مكان تريده مهما كان بعيداً، حتى الاماكن التي تسدها الموانع والحواجز وتبدو مستعصية على الوصول، فإنك تملك اختراقها واجتياحها أفضل مما تجتاح فيه الجيوش المدن، إذا كنت من النوع الذي يجيد اللعب في دهاليز الإنترنت· عالم مكشوف على بعضه وهو أمر جيد لمن يحسن استغلاله وأمر في غاية السوء لمن لا يدرك قيمة التأثير البالغ الذي يملكه عندما تأتيه الفرصة بالظهور تحت الأضواء وأن يكون محط متابعة من الآخرين· وسط هذا العالم الذي يعشق تناقل الأخبار والمعلومات بصورة غير مسبوقة يصبح لكل فعل وردة فعل قيمة مضاعفة، ووسط هذا العالم يحتل نجوم الرياضة مكانة رفيعة تعطيهم الفرصة في خلق تأثير بالغ في الآخرين· نجم رياضي في هذا الزمن تجد اسمه معروفا أكثر من عشرات الرؤساء رغم أن ما يتاح للرؤساء من وسائل شهرة لا يتاح لغيرهم، وتجد اسمه معروفا أكثر من مئات العلماء على الرغم من أن الخدمات التي يقدمونها للبشرية أعظم وأجل من لحظة ترفية أو متعة تقدمها قدم لاعب كرة قدم· لكننا نعيش عصر الترفية وزمن نجوم الرياضة والفن وليس زمن العلماء والمكتشفين والباحثين، لذلك من الطبيعي أن تجد الجماهير تحرص على متابعة أخبار النجوم وتصرفاتهم والأخطر من كل ذلك التأثر بتصرفاتهم· إذا كانت التصرفات إيجابية فإنها تنقل رسالة إيجابية وإذا كانت ''لا'' فإنها تنقل رسالة سلبية· ومن حسن الحظ أنه ليس كل النجوم مشغولين بقصات الشعر، وهناك من هو مشغول بأمور أكثر عمقا وجوهرية وتلعب دور ''القدوة الحسنة''، ومثال ذلك المصري أبوتريكه، في عز استمتاعنا بمتابعة بطولة أفريقيا ذكرنا بأن هناك مصيبة اسمها غزة·