قدم النجم محمد أبو تريكة لاعب منتخب مصر نموذجاً رائعاً في التواضع برغم النجومية الكبيرة التي يحظى بها في كل أرجاء الوطن العربي· ومن النادر أن يجمع اللاعب بين النجومية والتواضع، ولكن أبو تريكة حالة خاصة تستحق أن تكون نموذجاً يحتذى به لدى الأجبال الصاعدة· وخلال لقاء صـاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم بنجوم منتخب مصر أبطال أفريقــيا قــام محمـد أبو تريكة بتعريف نفسه قائلاً: أنا الفقــير إلى الله محمد أبو تريكة · وعندما تحدث خلال اللقاء نيابة عن اللاعبين ليعدد أسباب نجاح منتخب مصر وأسباب فوزه ببطولة أفريقيا والتي حصرها بالإيمان بالله وحب الوطن والإخلاص والتفاني وروح الفريق الواحد، أنهى كلامه الذي امتد لحوالى عشر دقائق بالاعتذار عن تجاوزه لأنه أخذ زمام المبادرة وتحدث نيابة عن اللاعبين، موضحاً أنه كان يجب عليه أن يصمت ليمنح الفرصة لزميله أحمد حسن ليتحدث نيابـة عن اللاعبــين باعتبـاره كابتن الفريق، وقـام أبو تريكة وأمسك بيد أحمد حسن وقال لصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد: هذا هو كابتن الفريق، أما أنا فمجرد لاعب عادي جــــداً في تشكيلة المنتخب، لذا أرجو قبول اعتذاري لأنني منحت نفسي حقاً في الكلام·· لا أستحقه! ويؤكد نجوم المنتخب أن أبو تريكة يحثهم طوال فترة وجودهم في غانا على أداء صلاة الفجر جماعة، وانه كان يردد بعض الآيات القرآنية مع زملائه قبل انطلاق كل مباراة، ويوصي زملائه بالتركيز الشديد أثناء التلاوة حتى يكسبوا رضى الله وتوفيقه، فضلاً عن إيمانه بأن كرة القدم ليست مجرد لهو أو تسلية، بل إنها رسالة يمكن من خلالها تحقيق العديد من الأهداف النبيلة، وما أقدم عليه تجاه أشقائنا في غزة خير دليل على ذلك· إنه لاعب رائع لا يعرف سوى الالتزام والقرب دائماً من الله، لذا كان التوفيق حليفه سواء مع المنتخب أو مع ناديه الأهلي· ومن أحبه الله·· أحبه الناس· خلال لقاء الأبطال في دبي قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد للاعبي مصر: كل إمكاناتنا تحت تصرفكم، لا للتأهل لنهائيات المونديال فحسب، بل لتنافسوا على اللقب! فور انتهاء بطولة أفريقيا غانا 2008 ظهر على السطح سؤال: هل هذا الجيل هو الأفضل على مر تاريخ الكرة المصرية، وشخصياً أرى أن هذا الجيل هو الأقوى والأكثر إقناعاً، بدليل أنه فرض احترامه على كل أوساط الكرة الأفريقية، أما لقب الأفضل فيحتاج الوصول لنهائيات مونديال ،2010 لأن الألقاب القارية والعربية يجب أن تتوج بإنجاز مونديالي· وبناء عليه، فإن جيل حسام حسن الذي كسب بطولة أفريقيا ونال لقب بطولة الدورة العربية عام 1992 بسوريا ووصل لنهائيات مونديال 1990 بإيطاليا هو الأفضل، الى أن يحقق هذا الجيل إنجاز الوصول لمونديال 2010 في جنوب أفريقيا·· وعندئذ فقط يكسب هذا الجيل لقب الأفضل، حيث سيرجح كفته الفوز بلقب بطولة أفريقيا مرتين متتاليتين دون أن يخسر مباراة واحدة· ونتمنى أن يصل منتخبا الإمارات ومصر لنهائيات المونديال تكراراً لمشهد مونديال 1990 عندما تأهل الفريقان معاً للعب مع الكبار في مونديال إيطاليا· ومن يدري فربما تحققت تلك الأمنية بعد 20 عاماً من الانتظار·