من تابع الشوط الأول لمباراة العين مع الظفرة في نصف نهائي الكأس لا يمكن أن ينتابه أدنى شعور بأن الفريق العيناوي سيتجاوز مأزق ''فارس الغربية'' وسينتزع البطاقة الأولى لـ ''النهائي الحلم''· فالفريق كان أبعد ما يكون عن مستواه، الخطوط متباعدة، والتمريرات مقطوعة، والخطورة على مرمى عبدالباسط محمد حارس الظفرة لا وجود لها إلا فيما ندر· وما بين الشوط الأول·· والشوط الثاني انقلبت الأحوال رأساً على عقب، ففريق الظفرة الذي كان نجم الشوط الأول، بأدائه المنظم وخطورته على مرمى معتز عبدالله لجأ لتأمين نصف ملعبه، وترك منطقة المناورات للعين، لاسيما بعد أن دفع شايفر بقوته الضاربة المتمثلة في الساحر فالديفيا والذي سبقه المهاجم دياز في نهاية الشوط الأول، وتحولت المباراة الى رغبة عيناوية جامحة لإدراك التعادل ثم انتزاع الفوز، ومحاولات دفاعية ظفراوية لمواجهة سيل الهجمات العيناوية· وكان من الطبيعي، وإزاء ''عودة الروح'' لفريق العين أن يتحول التأخر بهدف للبارع محمد سالم الى فوز عيناوي بالثلاثة وهو أول فوز للعين على الظفرة هذا الموسم بعد التعادل مرتين في دوري المحترفين، كما أنها المرة الأولى في اللقاءات الثلاثة التي يتقدم فيها الظفرة على العين، قبل أن يعيد الفريق العيناوي ترتيب أوراقه ويحقق الفوز الذي أبقى الفريق في مدينة زايد انتظاراً للنهائي رقم 11 الذي يلعبه الفريق في المسابقة· وباختصار فقد اقتسم الفريقان شوطي المباراة، وكان فريق الظفرة بإمكانه أن يحسم الموقف لصالحه في الشوط الأول لو استثمر أفضليته والفرص التي لاحت لمهاجميه خاصة محمد عبدالقادر، أما العين فقد ترجم سيطرته الميدانية في الشوط الثاني الى أهداف ثلاثة كانت كفيلة بمنح الفريق بطاقة التأهل للنهائي· وبدا واضحاً أن عودة فالديفيا ودياز، انتظاراً لانضمام العلودي، من شأنه أن يصحح كثيراً من أوضاع الفريق الذي ينافس على ثلاث جبهات بطموح الفوز بثلاثية الموسم· إذا كان فريق العين يستحق التهنئة لصعوده لنهائي الكأس، فإن فريق الظفرة يستحق هو ومدربه الوطني عيد باروت التحية، حيث أبلى بلاءً حسناً في المسابقة، ولم يكن رقماِ هامشياً، بل صعد عن جدارة لنصف النهائي لأول مرة، وما ناله من تقدير واحترام في مسابقة الكأس من شأنه أن ينعش آماله وطموحاته في دوري المحترفين، ويكفي أنه غادر بطولة الكأس مرفوع الرأس· وغداً لنا وقفة مع تداعيات مباراة الوحدة والشباب في النصف الآخر لمربع الذهب·