مدينة ''مصدر'' التي وضع الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة حجر الأساس لها مؤخراً، تؤذن ببزوغ فجر جديد في تاريخ المدن، فالمدينة التي سيتم إنجازها عام 2016 ستكون أول مدينة في العالم خالية من الانبعاثات الكربونية والسيارات والنفايات· ويجيء انشاؤها في إطار خطة أبوظبي ،2030 لتكون مركز العالم لطاقة المستقبل· وتعكس إقامتها ترجمة عملية لتوجهات أبوظبي لتنمية مصادر الطاقة البديلة، وتعبر عن الرؤى الاستراتيجية للقيادة الرشيدة للارتقاء بحياة الإنسان والمحافظة على سلامة البيئة والطبيعة في ذات الوقت· إن مبادرة بهذا الحجم والمستوى، وبميزانية تصل الى 81 مليار درهم، وتوفر 70 ألف وظيفة، وتحظى بدعم واسع من أعلى المستويات تتطلب من الجميع في أبوظبي التناغم والتفاعل معها، وفي مقدمة ذلك التعاون المطلوب لكبح جماح عدد السيارات الذي يتنامى بشكل غير طبيعي في مدينة أبوظبي، وما يترتب عليه من ازدحام وتلوث ينالان من الصورة التي تعمل لأجلها أبوظبي كأجمل مدن العالم الصديقة للبيئة· وأصبح الإعلان عن ولادة هذه المدينة موضع اهتمام ومتابعة عالم تواجه فيه البشرية اليوم تحديات جمة لمعالجة ظاهرة الاحتباس الحراري والتغيرات المناخية· وفي الوقت الذي تحرص فيه سلطات الإمارة على توجيه رسائل توعية للجمهور للمحافظة على موارد المياه والكهرباء، نجد أن أكثر الجهات خرقاً وتبديداً لتلك الموارد، هي الجهات المسؤولة عنها، فتجد أن المياه تغرق الحدائق والشوارع جراء عدم متابعة صيانة ''الرشاشات'' والمواسير، كما نرى غالبية مصابيح الإنارة مضيئة حتى منتصف النهار فيما تدعوك شركة أبوظبي للتوزيع لترشيد استهلاك الكهرباء، وترى أبراج المكاتب التابعة لشركات البترول الوطنية وجهاز أبوظبي للاستثمار على الكورنيش مضاءة ليلاً رغم عدم وجود موظفين فيها· ومن وحي ''مصدر'' نتمنى أن نلمس من الجهات المختصة في شرطة أبوظبي والاقتصاد والتخطيط والبلديات والزراعة وشركة أبوظبي للتوزيع، وبقية شركاتنا الوطنية ذات الأبراج على الكورنيش التفاعل مع توجهات الحفاظ على البيئة ومصادر الماء والكهرباء، فاليد الواحدة لا تصفق·