يظن البعض أن خامة التصوير مخرج إبداعي متصل بعملية التنفيذ الذاتي، ولكنها في الواقع مخرج إبداعي متصل بعملية التفكير ضمن إطار التصميم المقترن بالفن والعلم ، أي أن الفنان غير مجبر على إلتقاط الصور ولكن هو مشرف على تنفيذ الفكرة بالاستعانة الخارجية· المصور وظيفته تختلف تماما عن وظيفة الفنان التشكيلي المعاصر، إن كان الهدف واحد والرسالة نابعة من البيئة والثقافة ولكن المخرج الإبداعي وطريقة العرض تختلف تماما عن المصور، الفنان التشكيلي مستقل بالفكرة وليس المشهد، لا أرمي هنا للفن المفاهيمي ولكن أتحدث بصورة الفن الجديد الخارج من دائرة التقليد والداخل في دائرة التراث· استخدام آلة التصوير كخامة وليس ركن أساسي ، يتطلب من الفنان دراسة عميقة ، بل لوحة يرسمها المصور تحت إدارة الفنان المعاصر· لم يعد هناك أعمال تقليدية غير مباحة ، فإن وجد عمل تقليدي فهو مبتكر، القصد من التقليد غير المباح التقليد الأعمى بالتقاط صور تحت مسميات خارج الوسط المحيط وبعيدة عن ذات الفنان· البرزخ هو الذي يبحث عنه الفنان من خلال خامة التصوير، أي أنه لا يبحث في الخارج ولا الداخل بل اللحظة الفاصلة بين الخارج والداخل· تلك اللحظة يصعب إلتقاطها من زاوية واحدة بل يحتاج الفنان لعدة الزوايا والإستعانة بالآخرة هي الوسيلة لتحقيق تلك الرغبة المستحيلة· خامة التصوير تحقق الضرورة الذي أوجد مفهوم الفن ، الضرورة لعكس الثورة الداخل ضد الأحداث والنكبات الحاصلة حول محاولات هدم النفس البشرية· بناء الإنسان وليس هدم الإنسان هو ما يسعى إليه الفن المعاصر وإن تعددت المسميات للمخرج الإبداعي· خامة التصوير من المواد التي أنجبتها لنا التكنولوجيا ، تتميز خامة التصوير بقدرتها على نقل دقائق الأمور بشكل مباشر وواضح ، كما أنها لغة عالمية تمكن المشاهد من الوصول إلى ذات الفنان دون حواجز أو مطبات، هذه المزايا جعلتها خامة مهمة لدى الفنان التشكيلي المعاصر وسيف يبتر فيه الزيف اللغوي الذي تنطق به بعض الأفواه الشبه البشرية