الضجة الكبيرة التي نجدها في الإعلام حول قضية الاستغناء عن الموظفين المواطنين في القطاع الخاص تستحق الإشادة والتقدير، والموقف الحازم الذي اتخذته الحكومة من ذلك متمثلاً في تصريحات قائد عام شرطة دبي الفريق ضاحي خلفان تميم أولاً وما أعقبه من تصريحات وزير العمل معالي صقر غباش من أنه لن يتم التساهل مع شركات القطاع الخاص التي تستغني عن المواطنين، وأن هناك مشروع قانون أو قراراً يتم تحضيره ليعرض على مجلس الوزراء···· إلخ هذا السجال يستحق هو الآخر التحية والدعم، ولكن···!! معروف أن ما يحدث في القطاع العام ومنذ سنوات ليس بعيداً عما يحدث اليوم في القطاع الخاص، ومع الموظفين المواطنين أيضاً، فقد تم الاستغناء عن أعداد كبيرة من الشباب المواطن في العديد من الوزارات والمؤسسات الحكومية دون أن تكون لهذا الاستغناء أي دواع أو خلفيات مما يمكن أن يطرح كأسباب للاستغناء، إن الذين تم دفعهم للاستقالة أو التقاعد كانوا شباباً- ومن الجنسين- لا علاقة لهم بأي توجه أو انتماء معين، كانوا- ونعرف كثيراً منهم- من الشباب المخلص والمتميز في أدائه الوظيفي ومن أصحاب السجل الطويل والمشهود لهم، ومع ذلك تم دفعهم للاستقالة هكذا ببساطة دون أن يرف جفن لأولئك الذين حرموهم من حقهم في أداء وظائفهم وخدمة وطنهم ونيل نصيبهم من الترقي والوصول لأعلى الدرجات·· لماذا حصل ذلك؟ لا أحد يعلم؟ كما لم تتم مناقشة الأمر علناً في أية وسيلة إعلامية إلا بشكل خفيف وطفيف· لا نشك في أهداف الحملة ولا ننتقدها، ولا ندافع عن توجه القطاع الخاص للاستغناء عن المواطنين ولا نبحث له عن مبرر تحت أية ذرائع اقتصادية أو غير اقتصادية، لكننا نريد التنبيه أن شباباً مواطنين يدفعون ثمناً باهظاً لسياسات خاطئة في العديد من المؤسسات، ولتوجهات شخصية ضيقة وأنانية لبعض المسؤولين في هذه المؤسسات، يتم على أساسها تطفيش وتفنيش وتهميش وتجميد الكثير من خيرة أبناء الإمارات حرصاً وإخلاصاً وتميزاً ونيلاً لأرقى الشهادات العلمية من أرقى جامعات العالم ممن أنفقت عليهم الدولة الملايين ليعودوا بتلك الشهادات وبما يتجاوز قامات أولئك المسؤولين، لكنهم وقعوا تحت أيادٍ لا تفهم ولا ترحم، فكان جزاؤهم النبذ والإهمال، بينما تم تقديم الأجنبي عليهم وكل مفتقد للمهنية والشهادات والخبرات، حتى فقدوا إيمانهم بكل شيء وخرجوا من المؤسسات وقد قرروا أن يحيدوا أنفسهم عن كل شيء وكأن هذا الوطن لا يعنيهم· من هو المستفيد من بقاء هذا الوضع على ما هو عليه حتى اليوم؟ وماذا خسرت الإمارات من كل ذلك؟ ayya-222@hotmail.com