ما بين فترة وأخرى يتجدد الحديث عن التجنيس، وخلال حوار الزميل محمود الربيعي مع محمد خلفان الرميثي المسؤول الأول عن كرة الإمارات قال الرميثي بالحرف الواحد ''لو سنحت لي فرصة التجنيس سأوافق على الفور'' في إشارة إلى أن التجنيس إذا كان يخدم المنتخب فإنه - أي الرميثي - لن يتردد في قبوله· وعندما نتناول قضية التجنيس مجدداً فإننا لا نتوقف عند مشروعيته أو عدم مشروعيته، فالأمر واضح وصريح، فالتجنيس مشروع طالما أنه يتماشى مع اللوائح والقوانين· وما يهمنا هنا هو تلك الحالة من التناقض التي نعيشها عندما نتحدث عن التجنيس الكروي، فما أكثر ما تحسسنا من تداول هذه القضية حتى لو كان الأمر يتعلق بتجنيس لاعب لخدمة المنتخب الوطني، كما حدث مع حالة العاجي أبوبكر سانجو لاعب العين السابق الذي تحول إلى البوندسليجا مع قناعة فنية كاملة بأن تجنيسه كان من شأنه أن يعزز فاعلية هجوم المنتخب، ولكن البعض تعامل مع الفضية رافضاً تجنيسه لأن تلك الخطوة من شأنها أن تخدم العين· والغريب أن بعض الأندية قام بعد ذلك بتجنيس عدد لا بأس به من اللاعبين دون أن تثار حوله أية ضجّة لأن الأمر تم بهدوء بعيداً عن الضوضاء الإعلامية· وعموماً فإن ''التجنيس من أجل المنتخب'' بات قضية أكثر تعقيداً عن ذي قبل، بعد قرار الاتحاد الدولي الذي يقضي بعدم مشاركة اللاعب المجنس مع المنتخب الوطني في بلده الجديد، إلا بعد أن يكون قد قضى خمس سنوات داخل الدولة وألا يكون قد سبق له أن شارك مع أي منتخب في بلده الأصلي· وستطفو قضية التجنيس على السطح من آن لآخر، وكأنها قضية حديثة برغم أن كرة الإمارات عرفتها منذ السبعينيات على يد عدد من اللاعبين من بينهم الثالوث يانجا فاضل، ويوسف حبيب وآلو علي وقبلهم عدد من لاعبي نادي النصر وبعض الأندية الأخرى· عندما يؤكد الرميثي أن المنتخب تأثر بالعدد الكبير للاعبين الأجانب فإنه لم يذهب بعيداً، لأن كثرة العدد قلص بالفعل الفرصة المتاحة أمام المهاجمين المواطنين - تحديداً - وخاصة بعد أن أصبح مسموحاً لكل نادٍ بالتعاقد مع ثلاثة لاعبين أجانب للفريق الأول ولاعبين إثنين أجنبيين مع الرديف أي أن المجال مفتوح لمشاركة خمسة لاعبين أجانب، فإذا أصيب أحد اللاعبين الأجانب أو تعرض للإيقاف فمن حق الفريق الاستعانة بلاعب أجنبي من الرديف، أي أنه لا مجال لمنح الفرصة للمهاجم المواطن المتواجد على مقعد البدلاء حتى لو أصيب أحد اللاعبين الأجانب أو تعرض للايقاف، فبديل الأجنبي هو أجنبي آخر من الرديف، وهو ما يعني أن المهاجم المواطن أضحى بديلاً ثانياً·· وليس بديلاً رقم ''''1 حتى لو لم تسمح الظروف لأحد اللاعبين الأجانب بالفريق الأول بالمشاركة! وشخصياً أرى ضرورة إعادة النظر في مسألة ربط أجانب الفريق الأول مع أجانب الرديف كخطوة أولى لتمكين المهاجم المواطن من نيل فرصته حتى لا يأتي اليوم الذي نجد فيه المنتخب الوطني بلا مهاجمين! تلقيت أمس اتصالاً هاتفياً من الأخ فيصل النقبي مدير المكتب الإعلامي بنادي الجزيرة يعتذر من خلاله عن خطئه غير المقصود عندما أبلغ زميلنا أمين الدوبلي بأن بيانو موقوف بالانذار الثالث وأنه لن يتمكن من المشاركة أمام الخليج· ويحسب للزميل النقبي تلك الشفافية والشجاعة الأدبية، ونحن بدورنا نعتز به كفاءة إعلامية مواطنة لا يمكن التقليل من شأنها حتى لو وقع في ذلك الخطأ الذي نثق أنه لم يقصده على الإطلاق·