من غير المعقول أن نمر على مبادرة ''الاتحاد الرياضي'' والتي رعاها ودعمها وثبت شرعيتها سمو الشيخ حمدان بن زايدآل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء مرورا سريعا أو أن تكون حدثا آنياً يأخذ حقه من الإشادة ثم نطوي الصفحة لنتحدث عن أمور أخرى· ففي الحديث الهاتفي الذي شرفني به سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان لبرنامج ''صدى الملاعب'' كان واضحا وضوحا لا لبس فيه أن الإعلام هو واسطة الخير الأولى التي القت الضوء على حالات إنسانية رياضية كانت بحاجة لمن يكفكف دموعها ويخفف آلامها وكان متواضعا كعادته عندما قال إن التكريم ليس منه شخصيا بل من الإمارات وأهلها وهو ما أورثه الراحل سمو الشيخ زايد لأبنائه وشعبه حسب تعبيره ··· وكان سمو الشيخ حمدان بن زايد واضحا بأن تضافر جميع الجهود هي التي ستوصل هذه المبادرة لمبتغاها الاساسي وآثر أن يعممها ليس على أبناء المنطقة وليس على من شاركوا في كؤوس الخليج وليس على لاعبي كرة القدم او من لهم علاقة بهذه اللعبة فقط ··· لابل تركها مفتوحة لكل من يحتاج الدعم والتكريم من المحيط إلى الخليج، لهذا أعلن سموه أنه في الايام القليلة المقبلة سنرى لجنة امناء أو هيئة ترسم الملامح العريضة للمبادرة ومن هم مؤهلون للاستفادة منها على أن تكون سنوية وشاملة وقابلة للتطوير من خلال التطوير ومن خلال التواصل الدائم بين الإعلاميين وسمو الشيخ نفسه أو من يمثله في مجلس الأمناء· روعة التكريم أنه كان قمة في التواضع والمحبة والأجواء الأخوية ··· كان لقاء بعيدا عن التكلف مع نجوم قدموا ثلاثة أرباع حياتهم لأوطانهم وأنديتهم ثم جارت عليهم الأيام ··· وهذه القضية ليست وليدة اليوم ولا البارحة فهي أزلية منذ أن مارسنا الرياضة كعرب ··· وكثيرا ما تحدثت وسائل الإعلام عن قضايا فردية لنجوم اقعدهم المرض أو اصابهم الشلل او حتى دخلوا السجون ولم يجدوا من يساعدهم لا ماديا ولا معنويا وكان المصابون ينتظرون لمسة من محسن كريم او متبرع وكانت كل القضايا عرضة للحل أو للإهمال حسب حظ المصاب ··· ولكن الأمر هنا يبدو مختلفا جدا منذ أن بدأت ''الاتحاد الرياضي'' في طرح يومي لقضايا نجوم خليجيين ساهموا في إعلاء صرح كؤوس الخليج وصنعوا الإنجازات لأوطانهم ثم دارت الأيام ظهورها لهم وكان برنامج ''صدى الملاعب'' قد عرض ثلاث حلقات عن ثلاث حالات اثنتان منها إصابة وشلل والثالثة حالة فقر مدقع ومخيف لنجم سابق ··· الحالتان المرضيتان وجدتا من يقف معهما فيما لم يلتفت احد لحالة الفقر والفاقة التي أصابت الحالة الثالثة·· وهنا نتكامل جميعا من أجل أن نوصل صوت من لا صوت لهم إلى من يسمعون الصوت ويبادرون فورا للمساعدة ··· عندها يبتعد الإعلام للحظات عن ضجيج الانتقادات والمماحكات والمهاترات التي صارت شبه يومية على الكثير من القنوات لنصبح جسر تواصل وواسطة خير· والدال على الخير كفاعله·