حلم عربي جديد تحقق بأقدام لاعبي منتخب مصر وبعزيمتهم وبدهاء وحنكة جهازهم الفني بالفوز ببطولة الأمم الأفريقية وهي نفس نتيجة البطولة الماضية، ولكنها هذه المرة خارج أرض مصر وبمستوى فني رائع جداً وبأداء رجولي مميز وبأسلوب وشكل جديدين، فلقد كان الفريق العربي المصري مميزاً منذ بداية البطولة وحتى نهايتها السعيدة وتمكن من تسيد جميع مبارياته حتى تلك الوحيدة التي تعادل فيها مع الفريق الزامبي، وتمكن من قهر جميع الفرق والسيطرة عليها بفضل الله وبفضل جهود جميع اللاعبين بلا استثناء وجهازهم الفني والإداري الذين أسعدوا جميع العرب قبل المصريين، وفرحنا لهم ومعهم وأسعدنا أداؤهم قبل نتائجهم التي أتت كما نتمنى ونشتهي، وتحقق لهم الفوز بالبطولة مقروناً بأداء رائع وبنتائج أروع لم يكن أكثر المتفائلين يتوقعها، فلقد كان النهائي الحلم ملحمة أبدع فيها الجميع، فكان المنتخب المصري كله نجوما وكان العطاء داخل الملعب مميزاً وكان التوفيق الذي لا غنى عنه حاضراً معهم وكان خير هدية يحتاجها الفريق بجانب العطاء والجهد داخل الملعب· لقد عاش الجميع فرحة كبيرة وكانت ليلة التتويج سعيدة لدى جميع العرب الذين التفوا حول ممثلهم في البطولة، وعاشوا معه لحظات الفرح وعشنا نحن في الإمارات نفس الأجواء وكأن المنتخب المصري يلعب داخل كل بيت وفي كل شارع من شوارعنا، وأعتقد أن التعاطف والتشجيع الذي لقيه المنتخب المصري في هذه البطولة لم يكن بسبب أنه الفريق العربي الوحيد الذي تبقى في البطولة، بل إن التعاطف جاء بسبب المستوى الفني والأداء المميز الذي الذي قدمه الفريق، مما أجبر الجميع على تشجيعه سواء العرب وغير العرب، فلأول مرة يكون للمنتخب المصري وللكرة المصرية أسلوب وشكل وأداء إيجابي يجبر الجميع على احترامه وتشجيعه، وللحديث عن البطولة والكأس وهذا المنتخب البطل، فلابد أن نتحدث عن الكابتن حسن شحاتة والذي أقل ما يقال عنه إنه البطل الحقيقي قبل اللاعبين النجوم، إنه بالفعل أفضل مدرب في أفريقيا في الوقت الحاضر، فالمعلم حسن شحاتة لا منافس له على هذا اللقب ولا يستحقه سواه، فهذا المدرب الصبور تحمل ما لا يطاق وما لا يحتمله إنسان في سبيل إسعاد الجماهير المصرية والعربية، وكلنا يعلم مدى الصعوبة التي يلاقيها المدربون في وطننا العربي من مضايقات وعراقيل وتشكيك يطالهم ويطال عملهم، فكيف إذا كان هذا المدرب عربياً ووطنياً كما هي حالة المدرب حسن شحاتة؟ لقد أشفق الجميع على المعلم نتيجة كبر المسؤولية، ولم يشفع له فوزه بالبطولة السابقة التي حققها على أرض مصر وناله من التشكيك في مهارته ولقي من الجحود ونكران الجميل الكثير، وتعرض لحرب داخلية لم تنل من عزيمته القوية، وكم أحسده على قوة تحمله النابعة بلا شك من ثقته في نفسه وفي إمكانياته، والنابعة بكل تأكيد من حبه للنجاح والذي أثبت عملياً وبالبراهين أنه أفضل مدرب مر على منتخب مصر، وهو المدرب الوحيد الذي هاجمته أغلب الأجهزة الإعلامية المصرية والنقاد وأغلب الجماهير، وكان الوحيد الذي أسعدهم وأهداهم بطولتين كبيرتين وصنع لهم فريقاً محترماً·