ما أن انتهت الجولة رقم 13 في دوري المحترفين إلا ووجدت سبعة فرق أنفسها فوق صفيح ساخن حيث يتهددها شبح الهبوط· وما جسد ذلك الواقع فوز الشعب على النصر وتمرده على المركز الأخير وتقدمه للمركز الحادي عشر فبات الفارق بينه وبين فريقي الوحدة والشارقة اللذين يحتلان المركزين السادس والسابع 5 نقاط فقط وهو ما يقل عن مجموع الفوز في مباراتين، علماً بأنه تتبقى في جدول المسابقة 9 مباريات بـ27 نقطة· ولا خلاف على أن تلك الوضعية من شأنها أن تشعل المنافسة سعياً للهروب من دائرة الخطر، بينما ستتابع جماهير المسابقة التنافس الساخن بين مثلث الجزيرة والأهلي والعين من أجل اعتلاء عرش المسابقة وتمثيل الكرة الإماراتية - لأول مرة - في بطولة العالم للأندية· وجاء فوز الشعب على النصر ليهز الأرض تحت أقدام عدد كبير من الأندية التي كانت تعتقد أن البطاقتين الأخيرتين محجوزتان لكل من الشعب والخليج، إذ بالكوماندوز يكسب بثلاثية، بعد أداء متطور وروح قتالية خاصة في الشوط الثاني حيث بدت رغبة الفوز واضحة سعياً لإنقاذ ما يمكن إنقاذه·· قبل فوات الأوان، مع التأكيد على أن النصر أضاع فرصاً بالجملة بفضل كفاءة الحارس الشعباوي جمال عبدالله الذي أنقذ مرماه من هدفين محققين على الأقل فأسهم بدور فاعل في تأمين الفوز الذي كان الشعباوية في أمس الحاجة إليه· ثمة حقيقة أفرزتها الجولة رقم 13 وتؤكد أن الفرق القادمة من الخلف يمكن جداً أن تلعب دوراً مؤثراً في تحديد معالم اللقب، فالوصل تحسن أداؤه كثيراً وكسب 9 نقاط كاملة في آخر 3 جولات والشعب تذوق طعم الفوز لأول مرة بعد فوزه على الظفرة في الجولة التاسعة، والنصر لن يكون صيداً سهلاً·· ولو حالف الوحدة بعض التوفيق فربما تجاوز الموقف الحالي، حيث لايزال يبحث عن تحقيق معادلة الأداء والنتيجة، بعد أن قدم مباراتين جيدتين أمام الجزيرة والوصل ومع ذلك خسر في المرتين واستقبلت شباكه سبعة أهداف، أما الشارقة والشباب فإن أحداً لا يمكنه الحكم على مستوى أدائهما الذي يتذبذب من مباراة لأخرى·· ومن شوط لآخر، فيما يشبه سوق الأسهم الذي لا يستقر على حال! لابد من الاعتراف بأن جماهيرية الدوري في زمن الهواية كانت أفضل بكثير مما نتابعه حالياً في عصر الاحتراف، ولابد من بحث أسباب تراجع المعدلات الجماهيرية، برغم الأجواء الساخنة التي تصاحب دوري المحترفين في موسمه الأول·· فالجمهور هو ملح المسابقة·· وبدونه تفقد أحد أهم عناصرها·