خلال تكريم الفائزين بجائزة أبوظبي في ديسمبر الماضي، كان من بين المكرمين صبي من جنوب افريقيا لم يتجاوز الثانية عشرة من عمره، تم تكريمه باعتباره المحرك لإطلاق حملة وطنية للتوعية بأخطار إلقاء المخلفات في الصحراء، وأخطرها الأكياس البلاستيكية التي تعد سببا في نفوق العديد من النوق وهي ترعى في الصحارى· تكريمه رسالة للجميع ولا سيما للشباب وعشاق الرحلات البرية للاهتمام بالبيئة الصحراوية من جهة، وبالجِمال التي تحمل لأبناء الإمارات الكثير من صور الارتباط القوي بحياة الآباء والأجداد· ومن يخرج اليوم إلى البر أو حتى عند الشواطئ يلحظ حجم الأضرار البيئية التي يتسبب فيها رواد تلك الأمكنة من جراء ما يخلفون، وبالأخص الأكياس والمواد البلاستيكية غير القابلة للتحلل· برز أمامي مشهد التكريم، بينما كنت أتابع تفاصيل أحدث حملة قامت بإطلاقها وزارة البيئة والمياه بالتعاون مع فرع سلسلة عالمية كبيرة في مجال البيع بالتجزئة من أجل خفض استخدام الأكياس البلاستيكية بنسبة مئة بالمئة في نهاية العام ·2012 وتمثل هذه الأكياس كارثة بيئية لأنها غير قابلة للتحلل، أو أن تحللها يستغرق فترة طويلة للغاية، خاصة أنها تستخدم على نطاق واسع جدا وفي كل مكان تقريبا· وهذا التحرك من قبل وزارة البيئة والمياه يتناغم مع جهد عالمي يستهدف الحد من الاستخدام المفرط لهذه النوعية من الاكياس، والتعريف بالأضرار التي تتسبب فيها على المدى البعيد للبيئة· كما أن اللهو البريء بها من قبل بعض الاطفال كان سببا في وقوع حالات من الاختناق تسبب في وفاة أبرياء· وتهدف الحملة التي أطلقتها الوزارة الخفض التدريجي لاستخدام الاكياس البلاستيكية بنسب تبدأ العام الحالي بعشرة بالمئة وتتضاعف حتى تصل الى تحقيق نسبة الخفض المنشودة وهي مئة بالمئة نهاية العام ·2012 وطرحت الحملة أمام الجمهور بدائل جديدة من أكياس التسوق مقابل أسعار رمزية وزهيدة للغاية، وهي أكياس تستخدم لأكثر من مرة، وبعضها يطول أمد استعماله· كما ترتكز مبادرة الوزارة في هذا المجال على إصدار معايير خاصة بإنتاج الأكياس البلاستيكية القابلة للتحلل، والتي تم إقرار بحثها من قبل اللجنة التي تم تشكيلها مع هيئة الامارات للمواصفات والمقاييس· لا سيما أن الإمارات تحل ثانيا بعد المملكة العربية السعودية في إنتاج الأكياس البلاستيكية على مستوى دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، إذ يبلغ إنتاج الشركات العاملة في هذا المجال في الدولة نحو 300 ألف طن سنويا· ويلاحظ من يسافر إلى البدان الأوروبية ويتسوق من محلات التجزئة و''الهايبر ماركت'' اختفاء الأكياس البلاستيكية، وحرص كل متسوق على جلب أكياس خاصة به لحمل مشترياته· إن إنجاح هذه المبادرة البيئية ومراميها النبيلة يتطلب من الجميع التعاون، ولضمان النجاح المأمول لها علينا إشراك النشء وطلاب المدارس فيها بفعالية، وتعريفهم بالمخاطر البيئية الناجمة عن استخدام الأكياس البلاستيكية، وأن الأمر ليس مجرد كيس يستخدم ويلقى به هكذا ببساطة· والتحرك بفعالية لتشجيع أفراد المجتمع كافة على تغيير سلوكياتهم للتحول نحو البدائل الجديدة لأكياس التسوق الصديقة للبيئة·