بعد خمسة وثلاثين عاماً، من النقش على الرمل، بعد خمسة وثلاثين عاماً من الكتابة على الحجر، يشعر الإنسان الآن أن الوطن الذي كان بدائياً في كتابته، فطرياً في قراءته، صار اليوم يعلق الشهادة القصوى نجاحاً وإنجازاً وإعجازاً باتجاه المستقبل، من يصدق أن العمل في أي وظيفة كان يشترط بالمتقدم أن يتمتع فقط·· بالكتابة والقراءة وبعد حين من الزمن وبعد أن تفتحت زهرات السوسن على يدي القائد المؤسس، وبجهد وبذل وعطاء وإخلاص وصدق وإيمان بأهمية المعرفة، تمكن الوطن، من فرض شروطه على الظرف التاريخي، وفتح آفاق الجغرافيا لتصبح الإمارات دولة رائدة في تحقيق التنمية ومحو الأمية، والاتكاء على جيل تتوافر فيه كافة مواصفات القدرة الإبداعية، والعطاء الثقافي من أجل نهضة شاملة وسيادة تحقق نجاحها وتفوقها وتميزها، وتفردها بعلم وصل إلى مراتب العلا ودرجات الشموخ والانتصار على الذات· اليوم، المتفوقون كُثر والناجحون في ميدان العطاء خلايا نحل بشموعها وسطوعها ويفوعها، ترتب أشياء الوطن بكل أناقة ولباقة ولياقة وحذاقة تتماهى مع الآخر في تطوره ورقيّه، وتحضره ونقائه وصفائه ونصوعه وإبداعاته المذهلة والهائلة والمبهرة· اليوم الوطن يتخيّر ويختار وينتخب من زهرات مبدعيه وترصعهم حبات لآلئ على تراب الوطن وفي كل ميدان ومربض ويحض ويفض سامره إلى الشامخات الراسيات الساريات السابحات في فضاء البريق الأنيق·· اليوم غرس زايد الخير، لا يمن ولا يضن ولا يكن عن بذل النفس والنفيس، من أجل وطن من ''اليدا'' وامتد في المدى، نجماً تدور في فلكه كواكب وأقمار، تحتذى به وتقتدى بمثاله ونموذجه الفريد، العتيد، المجيد، التليد· اليوم نحن نفتخر بعزنا ومجدنا وكدنا ووجدنا وحبنا إلى تاريخ لن يهمله التاريخ ولن تتجاوزه الجغرافيا، طالما بقيت العيون متطلعة إلى غد لا تغيب عنه الشمس، ولا يأفل قمر، ولا يخبو نجم ولا ينطفئ ضوء·· يوم الإمارات الدائم، القائم، السالم، المسالم، المنسجم، المتلائم مع معطيات الدنيا وأحداث الكون ومجريات ما يتم وما يعم على الكرة الأرضية· اليوم·· وعلى هذه الأرض، تصدح القدرات وتفرح الدنيا بنعيمها، الناعم المنعم، المفعم بعطايا الرحمن وسجايا الإنسان، وزهو المكان، وزعفران الزمان، لا يبدو شيء أجمل، وأكمل وأنبل وأوصل من صلة الإمارات بكونها وجهاته الأربع· اليوم·· وبعد خمسة وثلاثين عاماً من عقود وعهود ووعود وجهود وبذل ممدود تسير الخطى باتجاه البياض الناصع، والضوء الساطع، والفعل النافع، والعمل الرائع، والجهد المبدع، تصون الأيادي لا تهون، تمون ولا تخون، تجيد ولا تحيد، تزيد من عطائها ولا تميد، تكلل النجاح بالنجاح، والبذل بالفلاح، والجهد بالصلاح، وما لاح نجم ولا استوى إلا وراقص الحلم تحية لهذا الوطن·· الإمارات العربية المتحدة·· كل ذلك لأن زايد الذي أمطر المزن وأضاف للحسناء حسناً، وجلل الوطن بالحب، فكانت القلادة وساماً من عطاء لا ينضب ولا يقضب، ولا يكرب·· زايد الذي أعطى وأسدى وأسس وكرّس·