يعتقد البعض أن نادي الوحدة مترصد من الحكام، وقد تردد أن الفريق دفع ثمن الأخطاء التحكيمية في مباراته الأخيرة أمام الجزيرة التي انتهت بخسارة الوحدة بنتيجة كبيرة قوامها أربعة أهداف مقابل لا شيء، وفي الوقت الذي لقي هذا الكلام قبولاً لدى أنصار الفريق، إذا بالمدرب النمساوي القدير ''بيرجر'' يرجع الخسارة إلى أسباب منطقية، عندما ذكر في تصريحاته كلمات أعجبتني·· قال المدرب: ''كرة القدم أعطت للوحدة في هذه المباراة وجهها القبيح!'' وراح المدرب في حديث واقعي طويل، حيث ذكر أن السبب الرئيسي في الخسارة بهذه النتيجة الثقيلة هو المغامرة الهجومية التي لجأ إليها الفريق لتقليص الفارق بعد أن تقدم الجزيرة بهدفين وبدلاً من أن ينجح الوحدة المسيطر ميدانياً على الملعب إذا بفريق الجزيرة يضيف هدفين جديدين لتتضاعف الأهداف فجأة في مشهد يؤكد الوجه القبيح لكرة القدم التي تعاقب الفريق الأفضل· وقال المدرب لم يكن أمامنا خيار آخر سوى المغامرة التي كشفت دفاعنا وسهلت المهمة للفريق المنافس لكي يعتمد على الهجوم الخاطف ويسجل من خلال ثالوثه الخطير الذي ربما لم أحسب حسابه كما يجب- وهذا اعتراف آخر من المدرب الشجاع الذي حمل نفسه المسؤولية- ولم يشأ أن يذكر أخطاء الحكام لا من بعيد أو قريب والمدرب بالطبع هو المرجع في مثل هذه المواقف فإن كان من المقبول أن نسمع الشكوى من الحكام من قبل بعض المشجعين مثلاً أو حتى من الإداريين المنفعلين بالخسارة من المباراة، فلا يجب أن نسمعها من مدرب ''محنك'' مثل ''بيرجر'' الذي لم يفعل لأنه يعرف جيدا أنه ليس من المناسب أن تخسر بالأربعة وأن تعيد هذه الخسارة للحكام! وبمناسبة الحديث عن الحكام أقول إن كاتب هذه السطور مع الشرعية دائما وأنه ليس من هواة استخدام الحكام كشماعة للأخطاء ·· فنحن نعتقد دائما أن أخطاء الحكام جزء من اللعبة وأنها قد تصيبك اليوم وتصيب منافسك في الغد·· وكما يقولون فالمساواة في الظلم عدل ·· ثم إن لدينا إيمانا راسخا بنزاهة حكامنا فليس هناك مطلقا من يتعمد الخطأ·· والتشكيك في نزاهة حكامنا أمر مرفوض تماما ولا نقبله لا من الصغير ولا الكبير! آخر الكلام من المهم أن نترفع جميعا عن مهاجمة الحكام بسبب وبدون سبب·· ومن المهم أيضا أن يرتقي جهاز التحكيم بنفسه وبحكامه وأن يكون أكثر شفافية·· على أسرة التحكيم أن تراعي أن يكون حكامنا في الداخل بنفس كفاءة حكامنا في الخارج·· فالمنتقدون للحكام يذكرون هذه النقطة دائما ونحن نقولها من باب النقد الإيجابي الذي ينطلق من مفهوم لا للتشكيك ونعم لتطوير المستوى سعيا للإقلال من الأخطاء·