في صباح من صباحات الطقس الجميل الذي يلف عاصمتنا الحبيبة هذه الايام، مرت بي حافلتان تعجان بسياح غربيين، حيث كنت أقف بتلك البقعة من منطقة البطين· الطريق يمتد أمامي ألقاً وبهاء، باتجاه ''الكاسر'' تحف به خضرة وهندسة بديعة· مشاهد أعادت الى الذاكرة صوراً اندثرت لتلك الأيام الخوالي في هذه المنطقة تحديدا قبل نحو 35 عاما، عندما كنت أختلس بعض الوقت مع أترابي نمارس أحب هواياتنا من سباحة وصيد، وكانت أقدامنا تغوص في الرمال قبل ان نصل مقصدنا الى جوار أكواخ الصيادين عند السيف· وذات يوم منعتنا شدة الرياح من ارتياد البحر، فقررنا السير نحو الكورنيش الذي هاجت مياه فغمرت الطريق الاسفلتي الضيق والوحيد المحاذي له، قبل ان نعرف شيئا اسمه كاسر الأمواج· أدركنا أن البحر ذاك اليوم شديد الغضب، فآثرنا العودة لطمأنة الأهل الذين تلبسهم القلق من السماء الداكنة والرياح العاصفة في ذلك النهار الطويل والبعيد· ما بين المشهد الذي ذكرت، وصورة اليوم قرابة أربعة عقود، حقبة قد تبدو قصيرة، ولكن شتان ما بين الصورتين· اليوم المدينة التي تبرعمت أمام ناظريك، تهوى اليها أفئدة من شتى أصقاع العالم، تأتيها من كل بقاع الأرض، تستمتع ببديع لوحات جميلة خطتها إرادة قيادة رشيدة، وجهد وإخلاص رجال عاهدوا الله والوطن ان تكون أبوظبي درة المدن، وجعلوها والامارات قبلة للسياح ووجهة لرجال المال والأعمال· جمال وإبداع تلتقطه أعين القادمين من بعيد، أكثر منا، ربما لأننا جزء من الحركة المتسارعة للصورة· ونحن نتحدث عن المكانة الرفيعة التي تحققت لأبوظبي في عالم السياحة، نحيي لفتة معالي الشيخ سلطان بن طحنون آل نهيان رئيس هيئة ابوظبي للسياحة تجاه الإعلام، واعتباره شريكا رئيسيا في دعم النهضة السياحية للإمارة· وأكد خلال الاحتفال بمرور سبعة أعوام لصدور الزميلة ''أسفار'' على الدور المهم الذي تلعبه وسائل الإعلام في الترويج لأبوظبي التي تستحق منا أكثر وأكثر وأكثر، فموقع مليح دوما بين نياط القلب·· وحدقة العين·