عهدنا به دوما فارساً ورائداً للمبادرات الإنسانية، ومن هنا لم يكن غريباً تبني سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء المبادرة الإنسانية لـ '' الاتحاد'' الصحيفة التي نتشرف بالانتماء اليها برعاية نجوم دورات الخليج السابقين من رياضيين وإداريين وإعلاميين· فارس لا تفيه الكلمات حقه، ونحن نتابع أياديه البيضاء التي تمتد بأريحية وصمت الى كل محتاج وتغيث كل ملهوف في داخل وطن العطاء أو خارجه· ويوم أمس الأول كان يوم الوفاء من فارس ورائد المبادرات الإنسانية، وسموه يستقبل في قصره العامر نجوما وأبطالا وأسماء كانت شهرتهم تغطي منطقتنا الخليجية، وهم يثرون عرس أعراس كرة القدم الخليجية فناً وأداء رياضياً عالي المستوى· كم هي حانية غالية على الإنسان أن يتذكره أحباء له ومقدرون لجهده وعطائه، حتى وإن تراكم عليه غبار النسيان وفعل الزمان· كثيرون غالبوا دموعهم وهم يرون هؤلاء الأبطال، وقد وجدوا أخيرًا من يلتفت لمعاناتهم ويأخذ بأيديهم وأسرهم، ويؤكد لهم أن الإخلاص والبذل والعطاء لا يقابله الا وفاء وعطاء، و'' ما جزاء الاحسان إلا احسان''· بعد أن نقل لنا '' الاتحاد الرياضي'' ما آلوا اليه والمعاناة التي يعيشون من تقلبات الزمن · ولم تتوقف التفاتة فارس ورائد المبادرات الإنسانية عند هؤلاء فقط، بل قرر أن يكون التكريم عرفاً سنوياً يشمل الألعاب الأخرى سواء كانت كرة قدم أو كرة سلة وكرة يد أو كرة طائرة والحكام ايضا· إن المبادرة الإنسانية الرفيعة لسموه تجيء كذلك تقديراً للصحافة والإعلام والدور الذي تقوم به في المجتمع، وتابعنا ونتابع الاهتمام الكبير الذي يوليه للقضايا الإنسانية التي تطرح على صفحاتها أو عبر أي وسيلة إعلامية، اهتمام ورعاية تجسد نهجا طيبا، كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء· مبادرة نشعر أنها وسام على صدر كل المنتمين لأسرة '' الاتحاد'' وكل إعلامي مسكون بحب مهنته وخدمة وطنه وأبناء مجتمعه· لقد كان ذلك اللقاء الجميل والبهيج أمس الأول في قصر النخيل عرساً إنسانياً رائعاً، جمع الأشقاء من جديد بعد أن باعدت بينهم الظروف والمشاغل، وأنكفأ هؤلاء النجوم السابقون على انفسهم بعد أن حاصرتهم ظروف صحية ومعيشية صعبة، ولعل الأصعب والأكثر وطأة على القلب أن يخيم عليهم النسيان من أقرب الناس اليهم، بعد أن قدموا ما قدموا، وأسعدونا بجميل أعمالهم، وهم يحرصون على رفع رايات بلدانهم عالية في ميادين التنافس الرياضي بشرف وإخلاص· كما أن هذه المبادرة رسالة لجيل اليوم بأنهم سيكونون دوماً محط اهتمام ورعاية الجميع طالما أنهم يخلصون العطاء والبذل لأجل غايات وأهداف سامية بسمو المرامي الجميلة لرياضة توحد ولا تفرق، تهذب ولا تخرب النفوس· ونحن نحيي زملاءنا في'' الاتحاد الرياضي'' على هذه الفكرة الإنسانية التي أصبحت واقعاً في الميدان الرياضي الخليجي على يد فارس ورائد المبادرات الإنسانية سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان، والله نسأل أن تكون في ميزان حسناته، لقد كانت مبادرة خير وحب تعبر عن الرسالة الإنسانية الرفيعة لرجل من رجالات وطن العطاء· فشكراً ''بو سلطان''·