توجيه رجل المبادرات إلى رجال الحكومة باستكمال تنفيذ الخطط الاستراتيجية لم يأتِ كتصريحات في الهواء الطلق، إنما هو ينبعث والوطن في خضم الأزمة الاقتصادية العالمية، وما طحنته من مشاريع إنسانية على مستوى العالم·· وإذا كانت دولة الإمارات وبفضل قيادتها الرشيدة تعيش اليوم بمنأى عن هذا الطوفان العالمي، فإن ما يبثه نائب رئيس الدولة ورئيس الحكومة صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم وحثه الدائم للوزراء من أجل استمرار الهبة والتعاطي مع القضايا المجتمعية بكل جدية وجهد لا يكل ولا يمل، إنما هي رغبة من سموه من أجل الارتفاع بالوطن إلى آفاق التقدم والسير قدماً باتجاه المستقبل بكل ثقة وأمان واطمئنان ومن أجل تحقيق الرؤى والرؤية للقيادة وتحقيق آمال المواطن على أرضه لتبقى دائماً في المقدمة، ولتظل على الدوام منارة للرقي، وإشعاعاً للتطور الحضاري، والحفاظ على المنجزات الاقتصادية المذهلة والمعجزات الهائلة· هي دعوة من أجل السمو والرفعة، ونداء عاجل لكل من يهمه الأمر بألا يتكاسل ولا يتساهل في إنجاز ما يراد إنجازه، فالقطار الإماراتي سريع جداً، والرحى تدور بسرعة فائقة ودقيقها لا ينتظر الخامدون والمتجمدون والواقفون على الرصيف في انتظار الفرج· هي دعوة لتحفيز الكامن من القدرات واستفزار الساكن من الإمكانات والنهوض بالطاقات لأجل وطن لا يحلم إلا بالمراكز الأولى، ولا يتجلى إلا في الدرجات العُلا، ولا يسكن إلا بين النجوم، بل هو في تخوم الفضاءات الرحبة والقمم الشم·· هي دعوة لشعب لا يسغب ولا يتعب من طموح يسير به نحو غايات ورايات وساريات عاليات يافعات ناصعات باسقات سامقات مرهفات السمع لكل ما هو ناجح وراجح· دعوة سموه تأتي في الوقت المناسب، في المكان المناسب، للشعب المناسب الذي ما أخل وعداً وما أبطل عهداً، بل مضى سرداً للحكاية منذ البداية، ومنذ أن مشى الاتحاد على دروب المجد المجيد والوعد التليد·· الأمر الذي يجعل كل الوزراء قيد البحث عن وسيلة النجاح والانتصار على النفس والظفر بنتائج وظيفية وعملية تحقق الآمال وتنجز الأعمال بكل تفوق وتميز وتحيز إلى نكران الذات·· والإمارات كشعب يستحق التضحيات ويستحق التفاني من أجله، هو الشعب الوفي النبيل يستحق من كل ذي مسؤولية لا يرصد ولا يحصد غير حب الناس وعشقهم لأداء يلبي الحاجة، ويفي بالمتطلبات، فلا يكسر ولا يجزر ولا يحظر أملاً، ولا يفطر نفساً بحاجة·· وليس من حظ أجمل وأكمل وأنبل من حظ هذا الشعب، إذ مني بقيادة تقف في المقدمة وتؤذن في المسؤولين جميعاً من أجل استنهاض الهمم ورفع الشيم وتنقية القيم، للوقوف إلى جانب الناس ومعهم وبينهم واستشعار عوزهم وفاقتهم·· هذا ما يستدعي كل المسؤولين لمحاذاة هذا الموقف ومجاورته والتوازي معه والارتفاع إلى هامته لتتكاتف الجهود ويسير الجميع كتفاً بكتف، ورأساً برأس، وكفاً بكف، لاستمرار المسيرة وإرسالها إلى بر الأمان، وشواطئ الاطمئنان·· فما تم إنجازه يحتاج إلى المزيد من العطاء، والمزيد من السخاء، والمزيد من التشمير عن الأذرع، وتسخير القلوب، وشحذ العقول لصناعة الغد وصياغة الأمل المبهر، المزهر، المزدهر، المستمر في نجاحاته وإنجازاته ومعجزاته·· فهذه القبلة التي يتطلع إليها العالم يجب أن تكون محط الأنظار ومهبط قطار قادم من شرق أو غرب·· ومن حقنا أن نتطلع إلى زهو بلادنا وبهائها لأنها اليوم هي المثل، وهي النموذج والقدوة·