الشخصية العربية التي لا تتعلم من لغتها مبادئ أساسية في الحياة، تعد شخصية مقلقة، والتي لا تدرك المعنى والمبنى من كلام لغتها، تعد غير قادرة على التعامل مع مفردات اليوم، وهذا ما ينطبق على حال صديقنا خريج اللغة العربية وآدابها، ومدرسها، والذي ساءت أحواله، من الغلاء المستشري على حد أقواله، ومن كثرة التبجيل لكل شيء جميل، يراه، ولا يدرك مناله، ومن الإيجار الذي اشتعلت ناره، فأصبح للبطاقات الائتمانية رفيقاً، ولبطاقات السحب لصيقاً، وبلعب تلبيس الطرابيش حريفاً، غير أنه ما فاز بسحب، إلا السحب على راتبه قبل حينه وأوانه· فهو بالتالي مسرف، وليس بمصرّف أو بمدبّر، وهو يركض وراء الدَين، ولا يعرف قواعد دينه، البنك محرابه وقبلته، يخرج من سلفة ليتبعها بسلفة أخرى، هو دائماً ''منصوب'' عليه، ''مجرور'' إلى الأقسام، ولم يكن يوماً ''مرفوعاً'' أو مترفعاً على الأشياء التي تسبب له المشكلات والمتاعب، فـ''العلة'' فيه لا في حروف العلة· هو دائم الحركة لا يحب ''السكون'' ليس عنده شيء ''ممنوع من الصرف'' كل شيء عنده قابل للصرف· وهو دائماً ''مضاف إليه'' من فوائد بنكية وخدمية، وغالباً هو ليس بـ ''فاعل'' بل ''مفعول به'' ''منصوب'' على الحديدة، ومشكلته دائماً أن فلوسه ضائعة على ''جمع المؤنث السالم'' وغالباً مصيره ''مبني للمجهول''· قلبه رقيق، وعطوف على ''كان وأخواتها'' ويراعي ''إن وأخواتها'' هذا التشطر مصدره ''الضمير المستتر'' الذي لا يراعي ذمّة ولا بيتا، فهو واقف على أبواب التمني والرجاء، وأن حظ سيبلغه يوماً السماء، وليته كان واقفاً ''على نبره'' لكان أمره أسهل، وحاله أهون، ولما تعرض لـ ''تعدي الأفعال عليه''· هو يتبع ورق البنكنوت، ولا يتبع ''المنعوت'' حاله لا يسر عدواً، ولا صديقاً، فهو دائم السحب على المكشوف، غير مراعي الظروف، لا ''ظرف المكان'' ولا ''ظرف الزمان'' غالباً أفعاله بلا ''مبتدأ'' ولا تسمع عن ''خبرها'' إلا بعد فوات الأوان· لا يعرف ''الكاف والمكفوف'' الذي يعمل عمل إن، التي يحاضيها، ويرأف بأخواتها، ولا يتبع قاعدتها، ''النسبة'' لا يعرف وجهها، في حين كثير من النسبة تضاف على حساباته ومسحوباته، هو مشدود للشيء الجديد، ويكره أولاد ''الذين'' أما ''اللائي واللاتي'' فهن الغاية والمنى· هذا الشخص رغم أنه راجح العقل، طيب القلب، جميل الوصف، حميد الوصوف، لكنه يغار من ''لا مندوحة'' ولا يسأل عن ''الأسماء الخمسة'' وليس له من عدو كـ''النقد'' يلعب كـ'' المبتدأ'' لكن ''خبره'' بعيد!