أكثر من ولي أمر تحدث في هذه القضية، وإن كانت الأمهات أكثر طرحاً لها، باعتبار طبيعة العلاقة الوثيقة مع الأبناء الصغار وشؤون دراستهم، بعض هؤلاء الصغار يعانون من مشاكل ذات صلة وثيقة بالتعلم، ما يجعلهم في حاجة ماسة لتدخل مختصين في مجال صعوبات التعلم، حيث تؤكد إحدى القارئات أن كثيرين يعانون بصمت، ولا يعرفون في بعض الحالات التوصيف العلمي الدقيق لحالة أبنائهم، كما لا يعرفون إن كانوا يبالغون في الشكوى أم لا· ؟كل ما يعتمدون عليه هو ما يقوله المدرسون وما تلاحظه الأمهات بالعين المجردة أحياناً· إحدى الأمهات ترى أن ابنها قادر على التعلم ويطير فرحاً عندما يحرز درجات في مادة ما، ولكن تبقى المشكلة في المدرسين الذين يحاولون الرمي به في زاوية بعيدة وكأنه من عالم آخر غير عالمهم، فهم يعتقدون انه بحاجة لمدرسة خاصة، لأنه يعاني من صعوبات في التعلم، وهو ما لا يتوافر هنا في الامارات سوى ما يعرف بمراكز ذوي الاحتياجات الخاصة، وقد قال الطبيب انه لو وضع في هذا المركز ربما ازدادت المسألة سوءاً، فهو لا يحتاج سوى إلى الصبر والتعاون من جانب المدرسين والتشجيع الدائم الذي يجب أن يعامل به الطالب الطبيعي قبل الطالب الذي يواجه صعوبات في التعلم، لكن المدرس يريد أن يشرح مرة واحدة غير مكترث وغير آخذ بعين الاعتبار أن هناك فروقات كبيرة بين الطلاب يجب التنبه لها وأخذها بعين الاعتبار·؟ لقد أخذت هذه السيدة ابنها لأكثر من طبيب وأخصائي تعليم، وقد أجمعوا على انه قادر على التعلم ولكن بشكل أبطأ من أقرانه، وانه قادر على تخطي ذلك بالتحفيز والتشجيع· إن بعض القادرين من أولياء الأمور الذين يعاني أبناؤهم من مشاكل مماثلة يوفرون لهؤلاء الصغار مدرسات بديلات في المنزل لتعويض الفارق مع زملائهم في المدرسة، ولولا هذه الدروس لما استطاعوا المواصلة في المدرسة، لأنهم لا يمنحون فرصة التعلم هناك، فيكون وجودهم ملغياً أو شبه محكوم عليه بالإعدام من قبل بعض المعلمات والمعلمين· إن نظرات الانكسار الواضحة لا يراها سوى الوالدين أو الأم تحديداً، خاصة عندما لا يحرز الابن صاحب المشكلة النتائج المرجوة التي يحلم بها، ربما لأن هذه قدراته التي لو وجدت من يطورها لكانت عنصراً فعالاً بدلاً من إلغائه ووضعه كماً مهملاً في جانب الفصل كأي شيء مهمل، ومن ثم تصنيفه ووضعه في إطار فرضته عليه أفكار جامدةئصعب على عزيمته ومحاولاته التحرر منها· هل فعلاً يحتاج هذا الطالب لمدرسة خاصة بصعوبات التعلم، وإن كان كذلك فأين هي هذه المدارس؟ تتساءل بعض الأمهات بحرقة وبشيء من الحيرة، ونظن أن أخذ احتياجات هذه الشريحة بعين الاعتبار مقياس أكيد من مقاييس جودة الأداء التعليمي، كما هو حاصل في كثير من الأنظمة المتقدمة في دول العالم· نتمنى أن تتجاوب وزارة التربية والتعليم مع هذه النداءات، وأن يتم النظر بحرص لهذه الشريحة من الطلاب، وأن يتم توفير احتياجاتهم وعمل اختبارات دقيقة للطلاب منذ بدايات التحاقهم بالمدرسة فيما يتعلق بصعوبات التعليم واختبارات الذكاء وغيرها من الأمور التي ستحكم مسيرتهم التعليمة طويلاً· ayya-222@hotmail.com