من حق أي لاعب في الدنيا أن يؤمن نفسه وحياته وعائلته وأولاده من شظف الأيام التي ستأتي عليه بعدما يعتزل كرة القدم، لأن عمر اللاعب الافتراضي في الملاعب لا يتجاوز الـ 15 سنة، هذا إن تألق في الـ 16 أو 17 كما حدث مع بيليه ومارادونا وكريستيانو رونالدو وغيرهم، وقد لا يتجاوز عمره الاحترافي العشر سنوات لو تألق مع بدايات العشرين وتقل النسبة كلما تأخر نجم هذا اللاعب أو ذاك في البزوغ· ومن حق الأندية أن تبحث عن مصالحها، لهذا وجدنا أن المشاكل تنشأ دائماً عندما تتضارب مصالح اللاعبين مع مصالح أنديتهم، ولكن بلا نقاش فإن إجبار أي لاعب على البقاء ضد رغبته لن يكون في مصلحة النادي مهما كانت الضغوط قوية، وكرة القدم موهبة وإبداع ولاعب غير مستقر نفسياً لن يكون قادراً على العطاء مثله مثل أي مهنة أخرى· ومؤخراً جاء عقد مغر لقائد منتخب سوريا وفريق الوحدة ماهر السيد للاحتراف في الاتفاق السعودي، والعقد كان بين 400 و500 ألف دولار، وكان عبدالعزيز الدوسري رئيس الاتفاق جاداً في إنهاء المسألة قبل 28 يناير، واللاعب كان موافقاً وسعيداً، وفريقه الوحدة لم ولن يسقط للدرجة الثانية مع ماهر وبدون ماهر، ولم ولن يحقق لقب الدوري هذا الموسم ولو لعب له كاكا ورنالدينيو وربينيو وبوفون ورنالدو مجتمعين· هنا أقول ما هو ذنب ماهر وهو في خريف عمره الاحترافي والمهني أن يدفع فاتورة عجز إدارة ناديه في إيجاد تشكيلة منافسة للآخرين أو حتى في الصرف على هذه التشكيلة على الأقل حسب الأسواق المجاورة ؟، ولماذا نتحدث عن الانتماء وحب الأندية طالما أننا نعيش في عصر الاحتراف وطالما أن المحبة (ما بتطعمي خبز)؟· أعرف أن ماهر لن يكون سعيداً في البقاء في الوحدة وهو قال إنه سينتقل حالما ينتهي عقده مع ناديه، ولكنه وللأمانة كان على استعداد ليترك لناديه مقدم عقده مع الاتفاق (حبا بهذا النادي) الذي لم يتوقف يوماً عن الدفاع عنه، ونتساءل لماذا يكون الفراق بهذا الشكل التعسفي وغير الحضاري ؟· دعوهم يحترفوا وحلوا مشاكلكم دون أن تزيدوا الطين بلة !·