من حق كل تاجر أو صاحب سلعة أن يعلن عنها، ويروج لها مستخدماً كل الوسائل المتاحة له، ويعتقد انها ستحقق غايته وتزيد مبيعاته وعائداته، ولكن بشرط أن يكون هذا الترويج والإعلان يحترم خصوصية المجتمع الذي يخاطب ويتوجه إليه، وألا يخدش الحياء والذوق العام· هذا الموضوع نعيد طرحه بعد أن تمادى البعض، وتجاوز أبسط قواعد وحدود الذوق العام المتعارف عليها· وما دفعني للتذكير بالأمر ملاحظات تلقيتها من عدد من الإخوة القراء· يقول أحدهم في رسالته ''ذهبت مع أسرتي لشراء ملابس أطفال من محل مختص بذلك في مركز تجاري يضم دوراً للسينما، وهناك رأيت صورا وإعلانات عن الأفلام المعروضة، بالحجم الكبير، وتتيح للمار من أمام تلك الدور دون دخولها رؤيتها بوضوح، وغالبيتها صور لأبطال هذه الافلام في أوضاع تخدش الحياء العام، وباختصار إن سألني أطفالي عن الصور لهؤلاء العشاق في تلك الاوضاع، بماذا أجيبهم؟!· ويختم رسالته قائلا ''إذا كان الجماعة عندهم أفلام وصور مثل هذه ويصرون على عرضها دون أي احترام أو مراعاة لمجتمعنا فليعرضوها على الأقل بين جدرانهم دون إخراجها للمارة''· وقارئة تتحدث عن الامر من زاوية اخرى، تتعلق بمحال بيع الملابس الداخلية النسائية، وإصرار تلك المحال على ابرازها من ''الفترينات'' أو الواجهات الزجاجية بطريقة استفزازية وتفتقر إلى أبسط قواعد الذوق العام أيضا· والغريب أن غالبية من يعمل في هذه المحال من الرجال، وتضيف ''ان الكثيرات ممن تعرفهن يعزفن عن دخول هذه الامكنة تفاديا للحرج''· أما الاعلانات نفسها التي تطالعك عبر وسائل الاعلام، وخصوصا بعض الفضائيات العربية والمجلات النسائية ومطبوعات محلية تصدر باللغة الانجليزية، فستلمس الى أي درجة بلغ امتهان المرأة، وهي تستغل للترويج لهذه السلعة او تلك· رغم ان غالبية السلع لا تخص المرأة نفسها· مناسبة نجدد فيها دعوتنا للإخوة في دوائر الاختصاص، لعل تحركها يعيد لهذه النوعية من المروجين شيئا من رشد مفقود، واحترام مطلوب للمجتمع، وللمرأة على وجه الخصوص·