جهات حكومية ورسمية عديدة وخصوصا الخدمية، تخصص خطا هاتفيا لتلقي ملاحظات الجمهور، للارتقاء بخدماتها ومعرفة رأي من يفترض فيهم الاستفادة من تلك الخدمات، كما تقول· ولكن للأسف هذه الارقام أصبحت تذكرنا بما آلت اليه صناديق الشكاوى التي انقرضت من مداخل الكثير من هذه الجهات، والبعض منها يحتفظ بها كتذكار على مرحلة انتهت، بعد ظهور وسائل الاتصال الحديثة· وأتذكر عندما فتحت إحدى هذه الجهات ''صندوقها''، فكانت المفأجاة رسائل تعود لأكثر من سنة، وبقايا سندوتشات وأعقاب سجائر ومخلفات ورقية و''كلنكس''!· والأمر لا يحتاج الى تعليق على الحالة التي أوصلت الصندوق إلى تلك النهاية· نعود الى موضوع ارقام الهواتف أو الخطوط الساخنة التي اصبحت باردة، لأن الطرف الآخر لا يرد على اتصالات الجمهور، وإن رد بعد طول انتظار، لا يلمس المتصل أي تجاوب او تفاعل مع ما أشار إليه· وحتى يكون كلامي محددا أدعو القراء لاختبار قوة تحملهم واعصابهم في الاتصال بأرقام ثلاث جهات على تماس مباشر مع الجمهور، الرقم الاول الخط الساخن الذي خصصته بلدية ابوظبي لتلقي الاتصالات ''الساخنة''، اما الثاني فخاص برقم شركة ابوظبي للتوزيع والمخصص لتلقي الملاحظات حول انارة الشوارع، والرقم الثالث الذي يطغى على الابصار ومدون خلف كل سيارة اجرة في ابوظبي، ويتبع مركز تنظيم النقل بسيارات الأجرة في المدينة· إن عدم الرد على اتصالات الناس او التفاعل مع ملاحظاتهم لا يعني سوى أمر واحد، لا تفسير آخر له، وهو عدم احترام هذه الجهات لمن يفترض بهم خدمتهم· أتمنى على هذه الجهات الثلاث ان تتمتع بشيء من الشفافية، وتكشف عن احصائياتها بعدد الاتصالات التي تتلقاها ومعدل الرد عليها وطبيعة تحركها بشأنها، حتى نتيقن ان هذه أرقام حقيقية للاتصال وليس لمجرد رفع العتب عن هذه الجهة او تلك، وإن قد دخلنا عصر تطبيقات معايير الجودة من اوسع ابوابها، حتى لو من باب أرقام وهمية، نتمنى أن تدب فيها الحرارة رغم برودة الطقس·· وتعامل بعض الموظفين!·