معرض الكتاب بالقاهرة، هو أكبر تظاهرة ثقافية في مصر، بل هو عيد الكتاب هناك، حيث تخرج من المطابع عشرات الآلاف من الكتب الجديدة أو التي أعيد طباعتها، وعلى هامش هذا المعرض الكبير والمهم تقام الكثير من الندوات واللقاءات الثقافية، ويجتمع كافة الكتاب من مصر وخارجها لحضور هذه التظاهرة المهمة والجميلة، وكما هي مصر دائماً كريمة ومحبة للإمارات، فإنها قد اختارت الإمارات ضيف شرف لهذا العام، وهي فرصة مهمة للإمارات أن تقدم كل منتوجها ومخزونها الثقافي والأدبي، كانت مصر واسعة القلب، منشرحة الصدر ومفتوحة أبوابها بكل حب ومودة، وحدها وزارة الثقافة في الإمارات تسكنها الذهنية الانتقائية نحو من تقبل به وتعمل المستحيل على التواصل معه ومن تتجاهله· وكان هذا التجاهل واضحاً في الفترة الأخيرة، فقد بدأ في مدينة العين، في لقاء حول الهوية الوطنية بعملية انتقائية لمن يحضر أو من يغيب، حتى في الدعوة التي وصلت إلى رئيس الاتحاد حارب الظاهري، كانت دعوة فردية لا يمكن أن ينوب عنه عضو آخر من الاتحاد، حصل ذلك عندما حاول الاعتذار لظروف خاصة به، واقترح أي عضو آخر من الاتحاد ينوب عنه، كان رد الوزارة أنها دعوة شخصية وليست موجهة إلى الاتحاد حتى ينوب عنه آخر!! أما السنة التي تلت ذلك، وفي مدينة العين أيضاً وللموضوع ذاته، الهوية الوطنية، لم تتم حتى دعوة رئيس الاتحاد، وحتى إلى معرض القاهرة للكتاب والإمارات ضيف الشرف والاحتفال بثقافة الإمارات، لماذا؟!·· لا ندري، فقد حددت الوزارة من يجب أن يحضر و من يغيب، وفي موضوع الهوية الوطنية، الواجب والأصل أن يحضر كل من تهمه الهوية الوطنية، سواء له علاقة بالثقافة أو الرياضة أو أي نشاط آخر، أو حتى مواطن عادي، على الأقل للاستماع إلى الأوراق المقدمة، حيث الوطن للجميع، ثم يأتي معرض الكتاب بالقاهرة وتتم دعوة كل المؤسسات والجمعيات والفرق الفنية والشعبية وفرق الليوا والهبان والعيالة واليوله واللدان والمحنيات وضاربي الطبول ونفر كثير، وحده اتحاد كتاب وأدباء الإمارات كان البطة السوداء ، على الرغم من أن إصداراته وصلت إلى (164) إصداراً حتى اليوم، ولديه مجلة شؤون أدبية ومجلة دراسات وكلها لها تاريخ طويل في خدمة الثقافة، ومرَّت على عمل الاتحاد ونشاطه أكثر من (22) عاماً· ibrahim_mubarak@hotmail.com