** ما إن طوى الدور الأول لدوري المحترفين آخر صفحاته، حتى بلغ عدد المدربين ''الضحايا'' تسعة مدربين، ولم يصمد في مواجهة تلك ''المقصلة'' سوى مدربي أربعة أندية فقط هي ''العين، والجزيرة، والأهلي، والشباب''· ** ومن الوهلة الأولى يمكن أن تكتشف أن ثلاثة من بين تلك الأندية تحتل المراكز الثلاثة الأولى في المسابقة وهي الجزيرة، والأهلي، وخلفهما العين، مما يجسد حقيقة أن استقرار الأجهزة الفنية أحد أهم عوامل نجاح المنظومة الكروية· ** وبالطبع فإن إقالة المدرب أو استقالته تبقى دائماً هو الحل ''الأسهل'' بدلاً من مواجهة المشكلة بكل تفاصيلها، فالمدرب ليس إلا عنصراً من جملة عناصر في الفريق، وربما كان ضحية تراجع مستوى اللاعبين الأجانب أو المحليين، أو ضحية قرارات إدارية، ومع ذلك فإنه، أي المدرب، يدفع الفاتورة كاملة وكأنه المسؤول الأول والأخير عن إخفاق الفريق! ** وثقافة ''التفنيش'' باتت متأصلة في ساحتنا الكروية، حتى قيل يوماً إن العرب يُبدّلون المدربين أسهل من تبديل ملابسهم، وفي رواية أخرى ''أسهل من تبديل سياراتهم''· ** وأكاد أجزم أن الحال لن يتبدل بين يوم وليلة لمجرد إقالة المدرب أو استبعاده، فالمشكلة في كثير من الحالات ترجع بالأساس إلى سلبيات أخرى قد لا يكون المدرب طرفاً فيها، مثل قلة الإمكانات أو عدم تفرغ اللاعبين وغيرها من الأمور التي لا علاقة لها بـ ''عالم الاحتراف'' الذي لا يعترف إلا بالأقوى والأكثر جاهزية الأكثر قدرة على التعامل مع كل متطلبات المنظومة الاحترافية!· ** ويبقى السؤال: متى لا نتعامل مع المدرب باعتباره ''كبش فداء'' لكل مشاكلنا الأخرى؟! **** ** انطلق دوري المحترفين بخمسة مدربين عرب، وبعد التعديلات والتبديلات لم يبق منهم عند خط النهاية في الدور الأول سوى مدربين اثنين فقط هما عبدالوهاب عبدالقادر مدرب عجمان والمدرب المواطن عيد باروت مدرب الظفرة الذي تولى المهمة خلفاً للسوري محمد قويض· **** ** إذا كان الدور الأول قد شهد نهاية شهر العسل مع تسعة مدربين فكم سيكون عدد الضحايا بنهاية المسابقة في مايو المقبل؟ **** ** ''البروباجندا'' التي صاحبت تعاقد الأندية مع المدربين، لا يمكن مقارنتها بالانطباعات السلبية عن نفس المدربين في لحظة الاستغناء عن خدماتهم· ** وسبحان مغيّر الأحوال!