لا توجد رقابة على الشيشة من جانب سلامتها وخلوها من نقل البكتريا والجراثيم، بالرغم من الانتشار الواسع الذي وصلت إليه المذكورة في بلادنا، وبحسب آخر إحصائيات للدائرة الاقتصادية في أبوظبي فإن أعداد المقاهي التي تقدم الشيشة وصلت الى أكثر من 370 مقهى متوزعة في كافة مناطق العاصمة· وأذا كانت الأعداد المقاهي بالمئات فإنه لاشك أن مرتادي المقاهي بالآلاف من الأفراد، وأعتقد أن ذلك لا يحتاج إلى إحصائيات، فإذا سألت السواد الأعظم من الشباب عن أماكنهم المفضلة فسيكون الجواب بالطبع في القهوة· ولا أعرف لماذا لا يوجد جهة تتبنى الاهتمام بالشيشة والرقابة عليها لطالما أنها أصبحت شراً لا بد منه لبعض الناس الموجودين في المجتمع· حيث إن جميع الجهات المشرعة للعمل وممارسة تقديم الشيشة تختص بأمور ليس لها علاقة بالشيشة نفسها المقدمة للأشخاص وبعد أن ينتهي منها الزبون، يكتفي معلم حسنين بتغيير المعسل فقط وإرجاعها للزبون الآخر، دون تعقيمها أو حتى تنظيفها بشكل بسيط فالمصلحة فوق كل اعتبار عند صاحب المقهى فتنظيفها يستغرق بعض الوقت الذي يستطيع في ذلك الوقت تقديمها لزبون آخر· وعلمت مرة من أحد الأطباء أن 80 % من مراجعيه يعانون من أمراض صدرية والحلق بسبب تدخين الشيشة في المقاهي، وتنتقل العدوى بسبب استخدام الشيشة وراء مدخن مريض· حتى وإن مفتشي الرقابة الغذائية يقتصر تفتيشهم في المقاهي على طرق إعداد الطعام والشراب فقط وسلامة الأغذية المقدمة في المقهى ولا يلتفت أي من تلك الجهات للتفتيش أو فرض الرقابة على نظافة الشيشة نفسها· ففي مرة كنا في أحد المقاهي فدخل مفتش الرقابة الغذائية واشترط علي العامل في المقهى بتغيير مكان أدوات الشيشة من جانب المطبخ وتحويلها الى دورة المياه، فهو يعمل على سلامة الغذاء وقد يتسبب في أمراض أخرى بسبب وجود الشيشة في المكان الجديد· حمد الكعبي