كل الطيور عائدة إلى أشجارها عند المساء تودع النهار بفاصل طويل من الموسيقى والزغاريد ثم تنام· الشمس للتو غادرت وغاب الضوء البرتقالي، الليل حانة صغيرة في ركن من هذه المدينة، وحده طائر النار يأتي نجمة ساطعة تضيء الليل يعطر المساء يزرع الفرح والسرور، توقف كل شيء وكأن السماء تستعد لرقصة حالمة مع النجوم· تمخترت بخفة رائعة حتى استقرت بجانبه وانطلقا تحملهما نسمة بديعة، هذه لحظات هاربة تأتي كومضة ضوء· قال: تعال نستثمر كل فاصلة، نزرع هذا الطريق الليلي المشتغل بالقبلات، عند كل نقطة منه نضع باقة فرح· هاتان العينان السارحتان نهر، والابتسامة العذبة موجات غدير، فلنخرج سوياً إلى كل المحيطات مثل زيد أو غيمة ضيعت طريقها في سماء النبيذ، حورية الماء/ طائر النار يا ثلجاً وناراً، الآن نشتعل كقنديل صغير فوق جبل من سرور لن يغادر المساء حتى يكتمل وشم صورتك الجميلة على جدار القلب، النشيد الذي ردده عصفور صغير حط بالجوار، ونحن نصفف جدائل الليل· سوف أسجلها على حبات عقد لؤلؤ، ثم أضع فوق صدرك البديع الذي يشعل النار في صدري طائر النار، هذا الريش المزركش والجناحان الخافقان في سماء معطرة بالعود والصندل والفل والياسمين هي وقود لحرق ما تبقى من جسد مشتعل· تعال نودع هذا المساء، نحترق سوياً، وعندما يأتي الصباح نصعد إلى الفضاء خيط دخان· ستظل صوتاً حالماً، يأتي من أعماق المدى يرحل بعيداً، يرحل بعيداً· شراع يعبر لج إبحار الصقيع· يا أيها النجم المهاجر خلف غيمات الشتاء أتعبت سفني المبحرات، الراحلات· أنا طائر عاف هجير الانتظار· خيول حلمي عاديات خلف شهب لا تغيب· آه يا قمراً يسطر كل يوم جرحاً على الجسد النحيل· ماذا لو نهرب بحلم المستحيل، عن عالم على أكتافه جبل المحال· تأتي ويرحل الحلم القديم· آه يا طائر النار الجميل يا وردة حمراء في عين الحريق· هذا صدى صوتك من خلف النجوم· شيء يطول مرامه حلم جميل· مقطع من كتاب بعنوان (صواري) يصدر قريباً