من المقرر أن يناقش المجلس الوطني الاتحادي في جلسته السادسة المقررة اليوم مشروع قانون مكافحة التبغ إلى جانب مشاريع قوانين وقضايا أخرى مدرجة على جدول أعماله· والواقع أن مشروع قانون مكافحة التبغ تأخر صدوره كثيرا، وكان الحديث عنه مبكراً جداً، الا أنه تاه في كواليس وأروقة الدوائر ذات الصلة بالامر· وتسبب تأخر صدور قانون اتحادي لمكافحة التبغ والتدخين إجمالا في صدور مبادرات منفردة تختلف من إمارة إلى أخرى ومن بلدية إلى بلدية ثانية داخل الإمارة الواحدة، وتهدف جميعها لحماية المجتمع وأفراده من الآثار السلبية للتدخين على الصحة العامة· وفي غياب القانون الخاص بمكافحة التدخين كانت الدوائر الصحية وكذلك وزارة الصحة تنظم الحملات السنوية المتعاقبة بمناسبة اليوم العالمي لمكافحة التدخين، وتقوم هيئات وجمعيات النفع العام وفي مقدمتها هيئة الهلال الأحمر بإقامة عيادات الإقلاع عن هذه العادة المضرة في مناطق وجهات مختلفة بما في ذلك المدارس لمحاصرة انتشار الظاهرة بين المراهقين· لأن هذه الجهات هي الأكثر اطلاعاً ومتابعة للفاتورة باهظة التكاليف التي تدفعها الدولة لعلاج الأمراض القاتلة التي يتسبب فيها التدخين وفي المقدمة منها سرطان الرئة وأمراض القلب والشرايين· نقول إن صدور القانون تأخر كثيراً قياساً بما تحقق منذ وقت مبكر على صعيد التحرك لمكافحة التدخين، وقد كانت خطوة منع الإعلان عن التبغ ومشتقاته في وسائل الإعلام المحلية من مظاهر ذلك التحرك· بعض المؤسسات والدوائر الكبيرة بادرت هي الأخرى باتخاذ قرارات حظر التدخين في مقارها الرسمية، ومقابل خطوة حضارية كهذه، برزت مشاهد غير حضارية تتمثل في مجاميع العاملين في تلك الجهات الذين يخرجون للتدخين خارجها، ويرمون أعقاب سجائرهم عند مداخلها، فتجد مداخل تلك المباني الأنيقة الزاهية وقد غطت أرضياتها البقايا والأعقاب· وقد كان حرياً بالمسؤولين عن تلك المباني التصدي لهذا المظهر غير الحضاري، وهم الذين تبنوا نهجاً حضارياً بحظر التدخين في مباني هذه الدوائر والمؤسسات· كما أن المحلات التجارية الكبرى والأماكن العامة المغلقة التي تبادر برفع لوحات منع التدخين تحتاج إلى دعم قانوني لخطوتها الرامية لحماية جمهور المترددين عليها من دخان المدخنين الذين لا يكترث العديد منهم لوجود مثل هذه اللوحات، فيقوم بإشعال سيجارته في مكان عام مغلق يغص بغير المدخنين ومن بينهم الأطفال الذين يعتبرون الأكثر تضرراً من التدخين السلبي· في وقت تحظر فيه بعض القوانين البلدية والمحلية المدخن من إشعال سيجارته داخل سيارته الخاصة إذا كان ينقل فيها أشخاصا آخرين وبالذات الأطفال الصغار· ان الانتهاء من مناقشة وإقرار مشروع قانون اتحادي لمكافحة التبغ سيساهم في توفير سند ودعم قانونيين أكثر قوة للمبادرات المحلية التي أشرت اليها، ويدعم توجهات وزارات ودوائر الاقتصاد والجمارك للمضي في رفع الضرائب المقررة على واردات التبغ ومشتقاته بحيث تصل الى تحقيق الهدف والغاية من الرفع، وهو الحد من وصول هذه المنتجات الينا، لحماية المجتمع من الأضرار الناجمة عن استهلاك التبغ· نتمنى للأعضاء مناقشات موفقة، وبانتظار صدور القانون لأجل مجتمع سليم·