حاولت قدر جهدي تلمس مشكلة فريق نادي الخليج الذي يقبع حالياً في المركز الأخير في جدول دوري المحترفين، وهو الأمر الذي يهدد الفريق بقوة للهبوط إلى دوري الدرجة الأولى والعودة سريعاً إلى صفوف ''المظاليم'' الذي جاء منها الفريق الخورفكاني· وكلنا تابعنا التطورات الأخيرة التي أدت إلى الاستغناء عن مدرب الفريق التونسي سمير جويلي والتعاقد الفوري مع المدرب المصري مشير عثمان باعتباره صاحب تجربة سابقة مع الفريق، والظروف المحيطة بالفريق ليست جديدة عليه· والذي لفت انتباهي أن المشكلة تسير في اتجاهين ربما لا يكون للتدريب دخل فيهما·· وأنا هنا أسعى الى تبرئة مدرب مهذب سعى بكل قوته ليحسن صورة الفريق، لكن الظروف كانت أقوى منه·· والذي دفعني لتبرئة هذا المدرب أن فريق الخليج في كثير من مبارياته قدم مستوى محترماً لم يكن يقل أبداً عن منافسه·· لكنها الكرة·· ثم إن الفارق في النقاط بين الخليج وبين خمسة فرق موجودة فوقه ليس كبيراً·· أي أن الفرصة للنجاة من الهبوط لازالت قائمة ولم تضع بعد·· والأهم من كل ذلك أن المسؤولين بالخليج أكدوا جدارة المدرب كمدرب واعترفوا بأن الغرض من التغيير ليس سوى لأهداف معنوية·· إذ ربما يتسبب التغيير في إحداث هزة تدفع الفريق في اتجاه الفوز ومن ثم توديع المنطقة المظلمة·· إذن المشكلة الأولى كانت تتمثل في عدم التفرغ من معظم عناصر الفريق المشغولة بدوامها في أبوظبي والمشغولة بدوامها الصباحي لو كانت تعمل في خورفكان·· والمشكلة الثانية تمثلت في عدم وجود سيولة مالية كافية للتعاقد مع عناصر محلية جيدة من الممكن أن تقدم خدمات ملموسة للفريق، وأن الذي تم التعاقد معها كانت على قدر السيولة الموجودة· باختصار مشكلة الخليج لازالت قائمة رغم تغيير المدرب·· والرهان الآن على التغيير المعنوي الذي يمكن أن يحدث لمجرد تغيير الوجوه·· وعموماً تستوقفني المشكلة المادية التي لا يعاني منها الخليج فحسب بل من الممكن أن تعاني منها فرق أخرى عريقة، ويتسبب هذا الجانب في التأثير على قوة الفريق ومدى ثباته في دوري المحترفين الصعب الذي تلعب فيه الأمور المادية دوراً محورياً·· ولعلنا لا نجافي الحقيقة عندما ننظر إلى أعلى ونشاهد نوعية الفرق الثلاثة التي تنافس على اللقب·· بنظرة متأنية من الممكن أن ندرك الحقيقة·· فمن يملك يحكم، ومن يملك ينافس، ومن يملك يصبح بطلاً، هذه بلا ادعاء فلسفة دوري المحترفين، وأرجوك لا تحدثني عن الاستثناءات فهي بالتأكيد خارج موضوعنا·