اتصلت بالكابتن فوزي التعايشة المشرف على الفئات العمرية في النادي الأهلي على مدار يومين، كي يكون ضيفاً على برنامج ''صدى الملاعب''، وفي اليوم الثالث اعتذر عن الرد لأنه كان مشغولا بمباراة لفريقه الشاب مع الوحدة· وعند الاستفسار منه عن هذا الدوري والفئات العمرية، قال: ''إن هناك دوري للاعبين في سن 13 و14 و16 و18 سنة وحتى العشرين ضمن فئة الرديف، وهناك بطولة كأس رئيس الدولة لبعض هذه الفئات وليس كلها''· لن أكون مغالياً في الطرح واقول إنني شخصياً أغطي بطولات الفئات العمرية، لأنها غير جاذبة تجارياً، ولا جماهيريا، ولكني أتحدث هنا عن إعلام عربي، فيما الموضوع محلي يختص دولة الإمارات التي تضم ملاحق رياضية في صحف يومية كبيرة، وفيها عدة قنوات تلفزيونية عامة وخاصة، وفيها أيضا قنوات رياضية متخصصة، وهو ما دعاني للكتابة، ليس للتذكير فقط بهؤلاء الصغار الذين يشكلون بكل بديهية مستقبل كرة القدم الإماراتية، بل للمطالبة بأن يكون لهم حيز ثابت ومعقول في أية مساحات تلفزيونية أو صحفية· وأذكر، كنت في يوم من الأيام واحداً من هؤلاء الصغار ومازلت احتفظ بقصاصات جرائد كتبت عن نصر أحرزه فريقي أو صورة بهتت للفريق الذي كنت ألعب فيه، وأعرضها بكل فخر على ابني وأشجعه على أن يمارس الرياضة، وأن يتفوق فيها حتى تظهر صورته في الجريدة أو يتحدث عنه برنامج تلفزيوني فيكبر بنظر أهله وتكون هذه المساحة الصغيرة مصدر فخر له ولعائلته ولفريقه ومدربه والمدرسة التي يتنسب إليها· وقد يكون كل من يقرأ هذه السطور على معرفة تامة بما أريد قوله، ولكن من المهم جداً أن تبادر جهة ما، إعلامية لتنبي هذا الطرح تماماً كما يفعل الإخوة في قطر، وتحديداً مؤسسة آسباير التي وجدت ترعى الموهوبين في منشأة غاية في الروعة، وقمة في التنظيم وحرفية في التدريب، وبنفس الوقت لديها مطبوعات إعلامية مثل ستاد الدوحة و ستاد الدوحة نت وحتى ستاد الدوحة بالإنجليزية، ويمنحون هؤلاء الموهوبين مساحة إعلامية إجبارية حيث يتابعون أخبارهم ومعسكراتهم وتحضيراتهم ومبارياتهم، ويضعون صور البارزين منهم مع ذويهم واعتقد جازما أنهم سيقطفون ثمار هذا الاهتمام لاحقا نجوما يُشار إليهم بالبنان· لا أريد القول إن فرق الرديف لا تجد من يتابعها ومثلها فرق الفئات العمرية، ولكن اللعبة الإعلامية قادرة على صناعة الأحداث وجعلها أكثر إثارة وجاذبية للمتابعة لو ركزنا على القصص الإنسانية واللمحات الرياضية التي تزخر بها هذه الفئات وبالتالي تصبح مرغوبة جماهيريا للمتابعة· مجرد رأي قد أصيب فيه وقد أخيب، ولكني أتمنى أن يكون هناك حراك إعلامي يواكب ما ذكرت·