حوار ثقافي أنيق ورشيق، منفوح بعطر الصحراء، والماء المضمخ ببخور موجة خليجية عربية، بيضاء ناصعة يافعة رائعة في التعاطي وامتطاء صهوة الإبداع· الإمارات اليوم تبدو هكذا، يداً ممتدة عبر القارات والتضاريس، حاملة شعلة الهوى من أجل عالم بلا حدود، ثقافية تحت الخط باتجاه الأمل والأمنيات، واسعة الأفق، والرغبة ملحة وصريحة، واللغة مفتوحة، والخطاب رسالة كونية لا تضيق عند حوار، ولا تبتسر عند لقاء· الإمارات شجرة وارفة، عازفة لحن التلاقي والتساقي من نبع واحد ومصب واحد، ونهر تقدمه لآخر بمعين لا ينضب، ولا يشحب ولا يقتضب، والراحة زهرة تتفتح، ورائحة تنفح، ولون يصدح بالزهاء والصفاء والرخاء، وما أزهرت الحضارات وما نمت الثمرات إلا بانفتاح القلوب والعقول وانشراح الدروب والحقول، ووصول الفكرة الى الآخر، ناضجة عابقة بالأريج، سابقة بالإقناع· ولا شيء غير العمل الثقافي المدروس والمؤسس الذي يثبت الأركان، ويقوي البنيان ويشد من أزر الإنسان في سبيل مواصلة رحلة الوجود والاستمرار في العطاء دون عناء أو انحناء أو انثناء· وهذه بلادنا تتبوأ هذا الدور اليوم، وتبوح للعالم عن مخزونها الثقافي بريادة فريدة وقيادة تتحمل مسؤولية التصدي لمعطيات المرحلة· هذه بلادنا، تنطلق من الصحراء، باتجاه الفضاء الرحب، تسدد الخطى والخطوات بلا ريبة أو استرابة، وتمضي قدماً بثقة وطمأنينة، متحدية جل العوائق والعقبات، متدرجة السِّلم الإنساني بوئام وسلام وانسجام، نتعاطى الهم الثقافي باقتدار وجدارة وإيمان راسخ شامخ، هذه بلادنا تروم المكان والزمان، بلا هوادة لأن القناعة قوية بأن الثقافة هي الحصان الذي يقود عربة النجاح الاقتصادي والسياسي والاجتماعي·· والوصول إلى العالمية لا يبدأ إلا من خطوة أولى ثابتة في الرمل، متطلعة إلى الأفق البعيد، والثقافة هي الشجرة التي تتفرع منها أغصان الحياة، ولا بقاء لأمة من دون كلمة تعبر عن مخزونها الثقافي وإرثها الإبداعي، وقائمة من عطاءاتها على الأرض· هذه بلادنا، تسرج الجياد اليوم، وتثب بعزمة التفرد وتغرد، بحبور الذين ألفوا وتآلفوا وأَلَّفوا أسماء الدنيا في كتاب واحد، وصاغوا حروفه من بريق ورحيق، وسوروا معصم اليد بحرير العطاء· هذه بلادنا، اليوم تسخر باحتفالية واحتفائية، والناس يصوبون الأنظار باتجاهها من كل فج عميق وسحيق، والتطواف دائم، حائم نحوها لأنها بلد آمنت بالحب للجميع، وأيقنت أن الثقافة نبراس ورأس الحب· والمسيرة مستمرة باتجاه النور والاستنارة، والحب يكبر، ومساحة العشق تتسع·· وطوبى للذين يعملون من أجل الحب·