احتفال الإمارات بالبيئة، هو كل يوم، كل ساعة، كل دقيقة·· هذا المشهد الإماراتي، هذه اللوحة التشكيلية، المرسومة بإتقان واتزان واحتضان، تشي بالقدرة الفائقة التي تحققت على هذه الأرض، وبعزم رجال أوفياء، نبلاء، ما انحازوا يوماً إلا إلى نقاء البيئة، وصفائها، وبهائها، وجودة العمل من أجلها، بيئة الطبيعة تعبر عن بيئة الفكر، وبيئة الثقافة التي نمت وترعرعت، فزهت وازدهرت بثمار الحياة، وقطف الجمال المتجمل المتزمل بثوب البياض، بياض القلوب، وبياض الفكرة، ونصوع الرؤية نحو تحقيق غايات ورفع رايات، ومد ساريات، وإنجاز آيات من الإعجاز والإنجاز دون كلل أو ملل أو رضوخ للسأم والكسل·· وما تصريحات ودعوات سمو الشيخ حمدان بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء، رئيس هيئة البيئة، رجل البيئة الأول وحامي ثراها، ومتراس مائها وصحرائها، إلا صرخة الضمير الإنساني الحي والواعي، بأهمية المكان في كل زمان، وضرورة الانحياز للبيئة، كونها ضرع الحياة ومده ومدده، ونهله ورافده ومصبه وصوابه· دعوة سموه تجيء محاذية موازية معادلة لوضع الإمارات كبلد أصبح نموذجاً حياً، ومشهداً من مشاهد الاعتناء بالبيئة، وصون حياضها والالتزام الأخلاقي بما تجود به، والحفاظ عليه ورعايته واحتضان منتجه· دعوة سامية من رجل جعل من نقاء البيئة مقلة للعين، وشامة على الجبين، ووساماً لا يرتخي ولا يلين، ووشاحاً تتوشح به شيم الإنسان على أرض الإمارات وقيم الأخلاق العالية، التي اتسمت بها الروح الإنسانية في هذا البلد المتحد، المتوحد دوماً على ألا يكد ولا يجد ولا يجتهد إلا من أجل حياة بيئية، نظيفة شفيفة، عفيفة، عفية متعافية من أي سوء يسود، أو أي شائه يشوه، أو أي نائبة تنوب الأرض بأي مكروه كريه· دعوة سموه مكرمة للأرض والناس، وكلمته في هذا اليوم هي حارس أمين، لا يكن ولا يستكين، من أجل بيئة لا تشوبها شائبة، ولا تسيئها كائبة ولا ترهقها نائبة·· وكم هي شواطئنا وصحارينا تتباهى فخراً وعزاً وإجلالاً بهذه الإرادات النابهة، والعزائم الصلبة غير الآبهة بتعب أو سغب، لا صوت لها، ولا نخوة لها غير نخوة الإنسان للأرض وترابها وبحارها· وإذا كانت الإمارات اليوم أصبحت مداراً وملتقى لحضارات وثقافات، فهي أيضاً بحاجة ماسة إلى هذه الرؤى الواعية وإلى الأطروحات الناضجة، التي يضعها سمو الشيخ حمدان بين أيدي الباحثين، والمختصين، والمهتمين، لتكون البيئة محط النظر وأمام البصر والبصيرة· ولتلقى كل الاهتمام والالتزام بالنظم والضوابط المانعة الرادعة لأي خلل أو زلل· ثم إن دعوة سموه لإدارة متكاملة على مستوى الإمارات، لهي قانون طبيعي لحماية أراضي الدولة من التهاون أو التخاذل من بعض الجهات، ووضعها أمام المسؤولية الكاملة، لصون الحياض، ومنع الارتضاض، وكبح جماح من لا يغريهم جمال الطبيعة ونموها، وسحرها، وقدرتها على الاستمرار في الإنتاج الفطري دون شحوب أو نضوب أو ندوب·· فالبيئة النظيفة عنوان الحياة، والزهو والازدهار والإزهار والإبهار والعز والافتخار· نتمنى أن تكون رسالة سمو الشيخ حمدان قد وصلت إلى كل من يعنيه الأمر في إماراتنا الحبيبة، ونتمنى أن يضع من تناط بهم المسؤولية نصب أعينهم هذه الكلمة، والتي ترسخ مبادئ عامة، وتجذر قوانين هامة، وتفتح الطريق أمام عمل جماعي، يصب في صالح بيئتنا التي نحن منها وإليها، ولا حياة لنا بدونها وسواها·· بيئتنا روحنا·· ودمنا·