من بين بيت وبيت عاينت بنية... شفت القمر طالع ياخذ بالتمام مجلود عقصي وجيد لحظة لقيته... يحلب من الغيمة مطرها والسلام من الحب، من جب الكلام نقول: سلام للذين نحب والذين نضعهم في مقلة ولب الفؤاد، ونرتب أشياءنا المبعثرة، نهذب مشاعرنا رغم كأداء الدروب وأدوار الخطوب، والماء الآسن والشحوب، نشد رحالنا إليهم وقلوبنا من نون الهوى ولواعج ما يسطرون، نذهب مع هفهفات الوقت المنعم بالسكون، وخفيف ما مضى وانقضى ومض وشخب، وبان عند حافة القلب يرفع غصن الزيتون، ويسكب من وديان جباله المكنون، والمضمون والمسحون· من الحب نحتل الليل ونأخذ من نواصيه حبات الألق والأحداق معلقة بانتظار ما تجود به الكلمة من غيمة تبلل به الريق، ونغسل الأصابع والحلم يينع ويسطع، والخطى باتجاه الذين نحب لا تكبو ولا تخبو· من الحب نسحن دقيق اكتوائنا، ونمضي بخف اللهوجة، نقول يا أيها الغارقون من التصهد، يا أيها العازفون على شريان ووريد، الجديد أننا كالفراشات كلما ملّها غصن مدت جناحاً لآخر، وراحت تلون وجه الحياة بالرفيف الشفيف، وتضع البلسم على الشفاه نقاطاً آخر السطر· من الحب تبقى السنابل مبللة بالهوى، مسترسلة في الشموخ، رغم انعطاف المرحلة وتضور الجهات، وانكسار المبتدأ، واعتلال الخبر· من الحب نسرد الحكاية من البداية، نبوح للعاشقين عن سر الغواية، يا أيها المدنفون سرت في الحي رواية ،سارت القافلة تتبع الآفلة، ولما بلغ الحب ما بلغ، ملك الله الأرض وما عليها، وسقطت الخرافة في عين الذين تحولقوا وحملقوا وتوغلوا في الأتون حتى الحذر· من الحب نقرأ الوجوه، ونتهجى الملامح، ونؤول ونقول إن الذي سقط هو فرعون، وأن الله محبة، والخير محبة، والصفح محبة·· وإن صحا جرح لابد أن تخبو جروح وينام العاشق والطمأنينة وسادته، وأيقونة الحب لحافه، وعيون اللاتي تتهلل بكحل الزمن الجميل مرآته· من الحب نمنح الأجنحة ريش التحليق، ونهب الخطوات، حَث ما بُثَّ في القلب من نبض، ونمضي نقول للأصدقاء والمحبين : الكتابة ليست هضماً واجتراراً، الكتابة ليست بقرار، وإنما هي نبتة في القلب، صبوة في الدرب، لعنة جميلة بلا خطب، ورطة تأتي من صخب، هي بحث دائم ودائب في الأنا والوجود، بلا حدود وما نحن إلا خيول رطبت سنابكها بالصهيل· من الحب نخصب بالدمع أحياناً، ما جدب وشحب ونضب واقتضب، ونقول للآتين الحب أولاً والبقايا نوافل، نقول للآتين أحلامكم أوامر، إذا كانت من فيض لا من غيظ· الحب شجرة·· نحن الذين نضع الثمرات على أغصانها·