أهل السماح ملاح، ونحن كثيرا ما نستخدم كلمة ''اسمح لي'' لا سيما عندما نخطئ في طلب رقم هاتف غير مقصود، فيرد علينا بعد حين، ويقول: حد طلبني؟! لنستميحه عذراً، فيقبل عذرنا في أغلب الأحيان، ويمتعض في بعض المرات النادرة! والمفارقة أن هنالك من يسامح مؤقتاً، وحسب الأهواء والأجواء، ومن يسامح إلى حين، وبعضهم الآخر، يطول به البعد، ويسرقه الوقت، وينسى أنه سامح، فـ ''وليد بيك جنبلاط'' سامح السوريين غير مرة بعد استشهاد والده المرحوم كمال جنبلاط في 16 مارس 1977 وعندما يكون على وئام مع النظام السوري - اللبناني المشترك، فإنه يأخذ بنصيحة ''أحمد جبريل'' ويسامح، ولكن عندما يختلف مع سوريا سياسياً، وتهب عليه رياح الرضى ''الشمالية الغربية'' ينبش الذاكرة، ويستحضر المأتم، ويتذكر جريمة اغتيال والده الذي كان يرأس تحالف القوى الوطنية والقومية اللبنانية مع المقاومة الفلسطينية· ورغم ما يجري في فلسطين من مجازر دموية، وتساقط الشهداء فلا تبدو ''فتح'' في وارد المسامحة مع ''حماس'' على انقلابها في غزة في 14 يونيو الماضي، ولا تبدو حماس في وارد مسامحة عوائل فتح مثل حلس، ولا قيادات فتح ''المعتدلة''، بل حتى ''مطربي'' فتح ممنوعين من الغناء لها في الأعراس! ومع أن الأسير الفلسطيني ''سعيد العتبه'' حطم رقم نيلسون مانديلا أشهر سجين سياسي في العالم ببلوغه 30 عاماً وراء القضبان، إلا أن إسرائيل رفضت الصفح عنه، والسماح له بشيء من الحرية، بعدما حفر اسمه في موسوعة جينيس للأرقام القياسية· والولايات المتحدة تعترف بأن العماد ميشال عون يمثل أكبر كتلة سياسية وبرلمانية مسيحية في لبنان، لكنها لا تريد أن تغفر له تفاهمه السياسي مع حزب الله، وبالتالي لا تقبل به رئيساً للبنان· والعناد من جنس العماد وجنس العمل! فالعماد المفوض من المعارضة حالياً بمفاوضة الأكثرية والوسطاء لا يقبل بأي حل غير ''السلة'' المتكاملة من الحلول، وهو غير مستعد لمسامحة حتى البطريرك صفير بشأن الحقوق السياسية للمسيحيين في لبنان، مع أنه سامح السوريين على قصفهم له بالطائرات، ونفيه 15 عاماً في باريس! وبعيداً عن نكد السياسة والسياسيين، لا بأس من البحث عن أهل السماح في الفن! فـ ''سماح أنور'' لن تسامح الزمن على ماجرى لها، بحيث تحولت من ''لهلوبة'' إلى ممثلة تبدو أكبر من أمها سناً، وملامح!! وكانت أصالة ''سامحت'' حبيبها كثيراً قبل الطلاق والفراق، أما أغرب سماح فهو سماح ''نوال الزغبي'' في ألبومها الأخير الذي يحمل عنوان ''خلاص سامحت''! لأن أبرز أغنيات الألبوم مطلعها: ''اللي بيفكر يجرح ·· برتاح منه وبقتله'' طيب وين السماح·· وين أهله الملاح؟!·