التوجيه الذي أسداه الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة بإعادة أبناء الوافدين، وإدماجهم في المدارس الحكومية عبر عن إرادة حكيمة وشيمة وقوة شكيمة وقيمة إنسانية عالية لدى القيادة في بلادنا· ويسد هذا القرار فجوة ويمنع جفوة ويفتح الأفق أمام شريحة تعيش بيننا ومنا وإلينا، لابد من العناية بها ورعايتها وحمايتها وصيانتها من العسر والقتر ولوعة التعليم التجاري الذي أرهق وسحق ومحق إرادة أولياء أمور هؤلاء الطلبة الذين عانوا ما عانوا وقاسوا الأهوال جراء حرمانهم من التعليم في المدارس الحكومية·· هؤلاء الأبناء، هؤلاء الأشقاء هم جزء لا يتجزأ من البناء الاجتماعي والإنساني في هذا البلد، وخطوة إعادتهم إلى المدارس الحكومية، خطوة أذابت جليداً وكسرت طوقاً من حديد، وأزاحت هماً وبددت وقشعت غماً وتسهيداً، وأتاحت الفرصة سانحة مانحة أمام هؤلاء ليكونوا جزءاً من لحمة الوطن وترابه، وأيقظت حساً إنسانياً يحفظ الود والفخر والاعتزاز والعرفان لجميل رجل أصيل، ونبيل، همه الإنسان أينما كان، فلا تفريق عنده وتحديق إلا لقضاء الوطن ومن يسكنه ومن يحتضنه ومن يمكن له الحب والولاء والانتماء، وما من شك أن هذه الخطوة تشرع نافذة يتنفس منها الذين اختنقوا بالأعباء المادية والذين ضاقت بهم السبل، وأسغبت المقل، ولم يجدوا حلاً غير اللوذ بأبنائهم إلى مدارس من الدرجات الدنيا والمتواضعة هرباً من المصاريف ذات الدفع بالعجلات الأربع·· اليوم كل شيء سيتغير، فالإشراقة ستملأ الوجوه وحلم النجاة من نار أسعار الرسوم، سوف يترعرع ويكرع من فرات المكرمة السامية· هذه هي الإمارات دائماً، سامية، منحازة إلى الإنسان متآزرة، بالحلم والحُلم، متعافية بالحب لكل الناس وكل الناس سواسية، كأسنان المشط، والدين المعاملة، وهنا وعلى هذه الأرض المعطاء التعامل مع الإنسان بكل حب وصدق وحنان، مما جعل الإمارات قبلة للسائل والمحروم والمغبون والمكظوم والمحزون والمهضوم، إمارات الخير والعطاء والسخاء نبيل النجباء الأوفياء الأصلاء مثل زايد الخير والحب والنماء· يشعر الإنسان بالفخر وعينه تتابع هذه الأيدي البيضاء تمتد على مدار المدى البعيد والقريب وفي جهات الأرض سعياً لبث الحياة وبعث الكرامة لكل إنسان وكون التعليم آية من آيات ديننا الحنيف، فإن الدعوة الكريمة للقراءة جاءت من لدن قلب رحيم وعقل حكيم وفكر سليم، وتوجه لا يقبل التسليم لرغبات أو أهواء، بل يعني بالالتزام الأخلاق والقيمي والإنساني تجاه الناس جميعاً· نفخر كثيراً ونعتز ونرفع رؤوسنا عالية شامخة سامقة باسقة ونحن نشهد هذه المزن تمطر بلادنا بخيرها وفضلها وتضع الناس معاً في قلب وقالب واحد، نحو مستقبل أجيال بحاجة إلى من يقف في صفها ويؤازرها ويعضدها ويجزل عليها برؤى ثاقبة وتوجهات هي مصابيح تضيء فناء المستقبل·· نفخر كثيراً بهذه الانتباهة النبيهة واللفتة البديعة تجاه الوطن قبل الآخر؛ لأن إعادة شريحة إلى حضن المؤسسة التعليمية الأم، لهو استدارة نحو الوطن، تماسك شرائحه وامتزاج الدماء الثقافية والاجتماعية في وعاء واحد، يجمع ولا يمنع، يكرع ولا يقمع، يبدع ولا يبتدع، يقدم ولا يحجم، يكرم ولا يحرم، يمنح الحب للجميع·· والجميع على أرض الإمارات حباً وولاء وانتماء