يبدو أن العلاقة بين قيادة الكرة السعودية وقيادة الاتحاد الآسيوي قد وصلت إلى نقطة اللاعودة والصلح بعد التصعيد الجديد الذي حصل في قضية الخطأ الحاصل في مباراة السعودية وكوريا الجنوبية والذي تسبب في تفجير الموقف بين الطرفين وأدى إلى سيل الاتهامات التي أصبحت تتداول بشكل مستمر وكأننا نتابع مسلسل مكسيكي من المعروف متى يبدأ ولا يعرف احد متى ينتهي· موقف الاتحاد الآسيوي وبيان مكتبه التنفيذي والذي جاء كما هو متوقع مدافعا عن لجنة الحكام بالاتحاد ورئيس اللجنة يوسف السركال ''ولع'' الموقف من جديد وزاده اشتعالا وهو من الأصل ''مش ناقص'' سخونة لكن الجديد فيه انه اظهر هوة الخلافات بصورة أكثر وضوحا وأول نتائجه المباشرة إعلان السعودية وقوفها ضد ابن همام في انتخابات تنفيذية الفيفا القادمة ومن قبلها طلب السركال بالاستقالة من رئاسة لجنة الحكام بالاتحاد الآسيوي· لوضع الأمور في نصابها فان الموقف السعودي المنفعل والغاضب هو اكبر من الخطأ التحكيمي الذي حصل وهناك قناعه راسخة لديهم بأنهم مستهدفون والسعوديون منذ تلك المباراة وهم يصورون الأمر على أساس وجود مؤامرة تحاك ضد الكرة السعودية من قبل قيادة الاتحاد الآسيوي· وطالما أن التفكير وصل إلى هذه القناعة فانه لا يوجد طائل من المناقشه أو محاولة استيضاح الأسباب لان الموضوع وصل إلى مرحلة انعدام الثقة والأكثر من ذلك خلق شرخ في الموقف الخليجي بدليل التنافس العلني على انتخابات تنفيذية الفيفا· من حق السعودية أن ترشح من تراه مناسبا وابن همام أو الشيخ سلمان كلهم خليجيون في النهاية ولا يوجد لدينا مشكلة في أيهما سيحالفه النجاح في الانتخابات لكن المشكلة هي عندما يتم دعم طرف ليس للقناعة في إمكانياته ولكن من اجل الانتقام من الطرف الثاني · الخسارة في النهاية ستكون على الجميع لان هذا ''التناطح'' العلني يكشف وبشكل رسمي وجود قطبين يعملان بشكل متضاد· وهذا التناطح الذي تتشكل ملامحه في الوقت الراهن في انتخابات الفيفا لا يساورني شك في أنه سيكون بداية لمرحلة من التنافس السلبي بين أصحابه لن تنتهي في القريب العاجل لأننا تعلمنا من كثرة المشاكل حولنا بأننا نعرف كيف نختلف وبسرعة ولا نعرف كيف نتصالح· كما أن طبيعة الاختلاف بوصوله إلى الانتخابات حوله من اختلاف على موقف إلى صراع نفوذ وعلاقات وقدره على التأثير في الآخرين وذلك يرسخ تلقائيا وجود معسكرين مختلفين· هل في الأمر جديد ؟ بالطبع لا ، هذا هو حال العرب للأسف باستمرار، متنافسون ومتحاسدون ويحكم بينهم العناد، وياليت الأمر من الأساس كان على شيء يسوى