لجنة فض المنازعات الإيجارية، وقانون الإيجارات، هل هو يخص مدينة أبوظبي فقط، دون ضواحيها وملحقاتها؟ هذا سؤال سأرد عليه فيما بعد، وحالما أنتهي من المداخلة الطويلة بعض الشيء· يعني إذا كانت عندي مشكلة من المشكلات الأزلية بين المالك والمستأجر، والتي لن تنصلح أبداً في دولنا العربية، ولن يرضى المالك مهما كسب من حقوق، ولن يرضى المستأجر مهما وفرت له من أمور، في أوروبا المسألة واضحة، عرض وطلب، ومراقبة قانونية من بعيد، ومؤسسات تأجير ووكالات ضمان وتأمين، فلا المالك يتعب نفسه، ولا المستأجر يمكن أن يفلت من بين شقوق الجدران، أو يماطل أو لا يدفع الإيجار لشهور، والآن عندنا شيء جديد ظهر على أيدي المستأجرين الذين يستغلون أي ثغرة في القانون الجديد، ويتعاملون معها سلباً، ليحققوا مصالح شخصية آنية، دون أن يدركوا أنهم قد يتسببون في خراب بيوت آخرين، إذا ما تغير قانون الإيجارات الحالي، أو تركوه عائماً مثل السابق، هؤلاء المنتفعون الوقتيون يضيعون على عباد الله الصالحين· الموضة الجديدة على لسان بعض المستأجرين اليوم: ''والله أنا ما أقدر أدفع الإيجار، بسبب الأوضاع في غزة'' أو ''أنا موظف اتحادي·· مش محلي، وظروف الاتحادي هذه الأيام مش ماشية'' قال يعني الموظف الاتحادي يأخذ راتبه من حكومة أوغندا، أو ''والله يا أخي الأزمة المالية العالمية، ما خلت أحداً صحيحاً، وكل مدخراتنا ضاعت في الخارج، والباقي طوته الأسهم''· المهم في ذلك الزمان كان المستأجرون يئنون من وطأة الملاك الذين أصبحوا إقطاعيين، وغير إنسانيين في معاملة المستأجر، وجاء القانون الجديد وأنصف المستأجر، وبدا المالك يتظلم، ويتألم خاصة في ظل شح الشقق السكنية، وطلب السوق المتزاحم، وقضية قصقصة البيوت، وتأجير بعضها بنظام''الشيفت'' أو الورديات، نهارية وليلية، أو تأجير طوابق في الهواء بوضع أسرة مثل أسرة المساجين تعلو بعضها فوق بعض، ووجود سماسرة، وطلاّب خلو رِجل الذين يمكن أن يخفوا آلاف الشقق بحجة أنها مسكونة من الجن، ويمكن أن يجففوا السوق العقارية بنظام الاحتكار، وتسريب الإشاعات أن العاصمة ولا فيها شقة تتسع لقط أو فأر· أعود للسؤال الذي طرحته في أول الحديث وهو لب الموضوع، يعني إذا كانت لدي مشكلة تخص المالك والمستأجر، ومكان العين المؤجرة في مدينة العين، لازم أسرح من الصبح، وأنش مثل الخبابيز من الساعة 5 فجراً، وأضرب خط العين أبوظبي، علشان أصبّح الصبح أبوظبي، وأخذ ورقة بالدور، وأشوف لجنة فض المنازعات أو ما أقدر أشوفها، لكي أشرح لهم مشكلتي التي في العين، وبالتالي يمكن أن''أتمشور'' رايح جاي مثل تكسي الغزال طيب الذكر حتى ينظر في مشكلتي· وما ينطبق على مدينة العين، ربما ينطبق على المنطقة الغربية·· فقط مرد الحديث نريد أن نسهل على الناس، ولا ننقص من وقتهم، أو نأكل من ساعات يومهم، ونتركهم يقابلون أعمالهم ومشاغلهم، ولو كان على حسابهم، فالكثير اليوم يشتري صحته، ووقته، وراحة باله بماله!