في كل الأزمنة تولد شخصيات لافتة وتموت أخرى، وأيضاً يخرج كتّاب جدد برؤيا جديدة ويسقط البعض أو يموت، وأحداث وحرب غزة كانت أكبر كاشف للبعض ومعرٍ للآخر· ولعل الشخصية الفذة والعادلة والمنصفة لرئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان حيث كان النجم في زمن الغزو الإسرائيلي، وحرب الظالم على الضعيف، فقد كانت مواقفه وصراحته في توجيه النقد واللوم للعدو الصهيوني محط إعجاب الناس الذين يقفون إلى جانب الحق والعدل في العالم، وبهذه المواقف الشجاعة نال احترام شعبه التركي وأيضاً الشعوب العربية· وأيضاً هذه الحرب كشفت بعض الكتّاب العرب الذين ناصروا العدو الصهيوني في حربه على غزة، كذلك أصحاب الكتابات التي استمرت منذ أزمنة طويلة تعادي كل ما هو عربي وزرع الهزيمة في نفوس الناس وتسفيه موروثهم وتاريخهم، من خلال الكتابات المحبطة والداعية إلى الإقليمية والهجوم على الثقافة والتاريخ والتراث العربي والإنسان العربي، بل إن البعض لا يختلف في طرحه ورؤيته عن رؤية الإسرائيلي والغربي المعادي للعرب· والآخر ظل فترة طويلة يكتب في اتجاه زرع الفرقة والتفتيت للصف العربي، والوقوف تماماً وبصورة عارية إلى جانب ما تطرحه الصحف الإسرائيلية والصهيونية، نحو الاستسلام لعدو الأمة أو الانتهاء من أي شيء يربط أمة العرب مع بعضها تحت ذرائع محاربة القومية العربية والتطرف، ولعل بعض الأخطاء التي يرتكبها بعض المتشددين أو المتطرفين العرب والمسلمين كانت وقودهم أو الأبواب التي يدخلون منها· ولقد أجبرت هذه الحرب العدو الصهيوني للكشف عن أسماء الكتّاب العرب الذين يخدمونها عبر كتاباتهم في الصحف العربية، والذين يؤيدون وجهة نظرها في الشأن العربي، وفي الرؤية التي يجب أن تسير عليها الأمور، بل إن الإسرائيليين استشهدوا بكتابات هؤلاء بأن الحرب الظالمة والمحرقة في غزة واجبة وضرورية لحل المسألة الفلسطينية، وأن هذا الدمار والقتل يؤيده كتّاب عرب استحقوا أن يكونوا على لائحة الشرف الإسرائيلية وعلى الموقع الرسمي لدولة إسرائيل·