أعود للكتابة بعد فترة توقف، وكالعادة في كل عودة تجد الكثير من الأحداث التي حدثت في الأيام الماضية، والتي تستحق التوقف عندها ولا يمكن أن تسقط بالتقادم وعلى رأسها بالطبع المنتخب الوطني· أصبح من التقاليد الملازمة لكل خسارة يتعرض لها المنتخب فتح جميع الملفات بدءاً من المدرب والذي يظهر في كل مرة بالطبع أنه السبب الرئيسي في الخسارة ولا بد من تغييره لكي تنصلح الحال! إضافة للأسباب العامة والتي تتطرق إلى نقاط مختلفة، تجدها في جانب تناقش ضعف القاعدة وعدم قدرة الأندية على تفريخ لاعبين يصلحون للمنتخبات الوطنية، أو بمعنى أدق يملكون القدرة على تحقيق الانتصارات مع المنتخب في المشاركات الخارجية، وفي جانب آخر غياب المهاجم المواطن بسبب اعتماد الأندية على المهاجمين الأجانب· الكثير من الحديث والآراء والتي تجد معظمها مجرد تكرار لنفس الأسطوانة التي تتردد منذ سنوات في هذه المناسبات على الرغم من أنه لا يوجد منها طائل· أعتقد أن أفضل ما قيل في الحالة التي نعيشها ما ذكره أحمد عيسى في حواره مع الزميل محمود الربيعي قبل يومين عندما وصف الحالة العامة بأنها مراهقة فكرية يوجد فيها الكثير من الثرثرة دون أن تجد وسطها شيئاً ملموساً يمكن أن تستفيد منه أو يقدم حلولاً يمكن أن تفيد المنتخب· وهذه المشكلة للأسف تتكرر كثيراً مع كل خسارة للمنتخب، حيث تقوم الدنيا ولا تقعد وتسمع سيلاً من التحليلات وذكراً للأسباب دون أن يكون وسطها شيء ملموس يمكن الأخذ به· وهذه المشكلة سوف تستمر طالما لا نملك هدفاً نسعى إلى تحقيقه مع المنتخب، لا يوجد لدينا سقف أعلى، نريد الفوز في كل المناسبات وفي كل المباريات دون التوقف كثيراً عند الإمكانات الحقيقية للمنتخب وهل هو مؤهل في هذه المرحلة أن يحقق هذه الطموحات· نحتاج أن نكون متصالحين مع أنفسنا، ونعرف ماذا نريد على وجه الدقة أو بمعنى آخر أن نسلم بالقدرات الحقيقة للمنتخب ولا نطالبه بما يفوق إمكاناته وفي التصفيات الآسيوية هدفنا التأهل وفي تقديري ليس مهما إن تأهلنا أولاً أو ثانياً، المهم في المقام الأول التأهل وهذه الفرصة متاحة في يد المنتخب، وعلينا أن نحاسبه على هذا الأساس· آخر همسة: الرغبة التي أبداها إسماعيل مطر بالتوقف عن التصريحات خلال الفترة القادمة، لا أدري هل هي نوع من الزهد في الإعلام أو أنها رغبة ذاتية في التزام الصمت، لكن في كل الأحوال أعتقد أنه عندما لا تكون هناك جدوى من الكلام، فإن التزام الصمت يكون أفضل·