شاهدت واستمتعت، شاهدت ولم أستطع أن أمنع نفسي من المقارنة بين مباراة لمنتخبنا الوطني وبين مباراة خاصة بأنديتنا في مسابقة رسمية لكرة القدم· إنها مباراة الوحدة والجزيرة في كأس صاحب السمو رئيس الدولة·· تلك المباراة الجميلة التي حسبتها من كوكب ثان·· والمهم حقا أن كل الآراء اتفقت على حلاوة المباراة رغم أنها إنتهت في وقتيها الأصلي والإضافي بدون أهداف وهذا فيه الدلالة على أنه من الممكن أن تحدث المتعة حتى لو كانت المباراة بلا أهداف·· إلا أن نظام الكأس الذي يتطلب فوز فريق على الآخر في نهاية المطاف عوضنا عن غياب الأهداف بركلات الجزاء الترجيحية التي زادت المباراة حلاوة وإثارة· أما حكاية عدم الاستطاعة من منع النفس على المقارنة بين مباراة للمنتخب ومباراة لناد أعتقد أن هذا الخاطر ليس جريمة وأنا لا أقصد معايرة اللاعبين أو القول مثلاً إنهم يعطون في النادي ولا يعطون بنفس القدر في المنتخب·· أو أن نتحدث عن قضايا شائكة مثل الولاء والانتماء فلقد اتفقنا أن ذلك غير وارد على الإطلاق لأن الولاء والانتماء مفهومان أكبر من كرة القدم نفسها·· وتذكرون أنني توقفت مؤخراً عند كلمات كان قد أطلقها الكابتن عبد المجيد الشتالي عندما قال إن منتخب الإمارات لايقاتل في الملعب بما فيه الكفاية وأن هذا عيب خطير في أداء اللاعبين ولأنه مدرب محنك فقد عاد للتأكيد على أن الروح القتالية لاتعني الولاء والانتماء قدر ما تعني أشياء حماسية وفنية أمثال القدرة على حسم الصراع أثناء المباراة والعطاء في الظروف الصعبة والضغط الدائم على الخصم وقيم الإصرار والكفاح إلى آخر كل الصفات الفنية والحماسية· والذي دفعني إلى تذكر هذه الأشياء أنني رأيتها بالكامل ومن كل اللاعبين في مباراة القمة بين الوحدة والجزيرة ولم أر منها شيئا في مباراة المنتخب أمام أوزباكستان الأخيرة وهو أمر محير ويتطلب التوقف عنده·· وعلينا الاعتراف بأن هناك شيئا ما يبدو خطأ عندما يتعلق الأمر بالروح القتالية في المنتخب ويبدو صواباً عندما يتعلق بنفس القضية في الأندية· علينا إذن ونحن نبحث في قضية إخفاقات المنتخب الوطني أن لانغفل هذا الجانب وأن لانضع رؤوسنا في الرمال من منطلق أن القضية شائكة أو حساسة·· ففي رأينا لاهي شائكة ولا هي حساسة طالما أننا نتكلم بشفافية وأننا قادرون على الفصل بين الولاء والانتماء وبين المفهوم الحقيقي للروح القتالية كما عرفه الكابتن الشتالي وكما غاص في معانيه الكابتن أحمد عيسى في حواره الأخير معنا في''الاتحاد الرياضي''·· فهو لم ينكر وجود مشكلة لكنه رفض التعميم وبرأ اللاعبين منها لكنه لم يبرئ البيئة المحيطة بهم·· فهي أحد الأسباب المهمة في حدوث الظاهرة من وجهة نظره· وسعياً للوصول لحل علينا أيضاً أن نبحث القضية من جانبها الإيجابي في النادي كما ندرسها من جانبها السلبي في المنتخب·