أكدت دولة الإمارات العربية المتحدة مجدداً النهج الحكيم الذي تتعامل به في نزاعها مع إيران التي تواصل احتلال جزرنا الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبوموسى منذ 37 عاما· ففي تصريحاته لقناة'' العربية'' أكد الدكتور أنور قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية هذا النهج، والعالم يتابع تصعيد المغامرين الجدد في طهران من وتيرة خطابهم المستفز والمتغطرس نحو الإمارات· وهو التصعيد الذي قال عنه الدكتور قرقاش إنه ''مؤسف وغير مبرر''· لقد دأب المغامرون في طهران في الآونة الأخيرة على إطلاق تصريحات عدائية تلو الأخرى مقرونة بتصرفات صبيانية لا تنم إلا عن الإفلاس والخيبة والإحباط جراء هذا الالتفاف الدولي حول الإمارات، والذي يحتشد خلف الإمارات في كل منبر ومحفل إقليمي ودولي، ويؤكد حقها في جزرها الثلاث المحتلة· وتدعو هذه المحافل إيران للتفاعل والتجاوب مع دعوات الإمارات لحل هذه القضية من خلال المفاوضات المباشرة أو إحالتها الى التحكيم الدولي· إلا أن إيران تصر على قلب الحقائق ولا يصدر عنها إلا مواقف متشنجة تعيد للأذهان ذات اللهجة المتغطرسة للنظام الشاهنشاهي الذي قامت قواته في غفلة من المجتمع الدولي في 30 نوفمبر 1971 باقتطاع جزء غال من تراب الإمارات· ورغم تغير النظام ووصول العمائم إلى سدة الحكم استمر تواصل ذات الخطاب العنصري المتغطرس، واقترن بأفعال وتصرفات صبيانية مثل حشد الغوغاء أمام سفارتنا في طهران بين فترة وأخرى، وهي أفعال مبتذلة لا تدل على رغبة حقيقية وصادقة في إعادة الحق لأصحابه، ولا تنم عن أدنى حرص مسؤول وواع لبناء علاقات حسن جوار بين شركاء الإقليم الجغرافي الواحد، وهم يرفعون شعارات للاستهلاك عن حسن الجوار وعن الإسلام الذي باسمه سمح المغامرون في طهران لأنفسهم بالتدخل في الشؤون الداخلية للعديد من الدول العربية والإسلامية· ولم يكتفوا بذلك بل استمرأوا تهديد الأمن والاستقرار العالميين وهم يواصلون برنامجا نوويا يثير قلق العالم ويهددون ليل نهار بإغلاق مضيق هرمز· ويلاحظ المتابع أن الخطاب المستفز للمغامرين في طهران يتجدد مع اختتام كل ملتقى إقليمي ودولي يجدد المشاركون فيه تأييدهم للإمارات، وتشدد أدبياته وبياناته على حقها في جزرها الثلاث التي تحتلها ايران· ويسوق هؤلاء ذات الكلمات والعبارات في تخرصاتهم على الإمارات التي لا تمارس سوى حقها السيادي في مطالباتها باستعادة الجزر الثلاث المحتلة من يد الغاصبين المحتلين، وتمارس أيضا حقها السيادي على منافذها البرية والبحرية والجوية لحماية أراضيها ومواطنيها من شرور من يريدون إغراقها بالمخدرات وتقويض هذا المجتمع المزدهر الذي بنته باستهداف شبابها· إن الذي يزعم أنه يرغب في بناء علاقات طيبة مع جيرانه، عليه أن يقرن الأقوال بالأفعال، ويحرص على الجلوس معهم جلسة الند للند، ويتخلى عن عنجهيته واحتلاله لأراضي غيره· أما تلك التهديدات والتصريحات الخرقاء للمغامرين على الضفة الأخرى من الخليج العربي فإنها لن تزيد الإمارات إلا تمسكا بنهجها الحكيم في المطالبة باستعادة جزرها الثلاث المحتلة، والحق عائد لأصحابه مهما طال الزمن