** منذ أن بثت التلفزيونات العربية خلال شهر رمضان الماضي مسلسل ''قضية رأي عام'' وعدوى المسلسل انتقلت الى ساحتنا الكروية وتحولت معظم قضايانا إلى قضية رأي عام، بداية من مسلسل الكابتن ماجد مروراً باستقالة السركال وانتهاء بمسلسل ''المتجاوزين''، نسبة الى اللاعبين المتهمين بالتجاوزات خلال معسكر المنتخب الوطني الذي سبق مباراة ميلان· ** ولن يتم غلق الملف الأخير إلا بعد إعلان نتيجة التحقيق الذي يجريه اتحاد الكرة، فإما أن يبرئ ساحة اللاعبين، وإما أن يدين الذين تجاوزوا، وبالطبع فإن الإدانة لابد أن تواكبها العقوبة التي تتوازى مع حجم الخطأ· ** ولأن القضية شائكة لاسيما أنها برزت على السطح قبل أيام من بدء المهمة المونديالية الجديدة فإن ردود أفعالها تناثرت في كل الاتجاهات، فالمدرب ميتسو لا يعرف كيف ستكون العلاقة بين لاعبي المنتخب والصحفيين بعد إثارة تلك القضية· ** ولاعب دولي ''نحتفظ باسمه بناء على رغبته'' يرى أن ''التجاوزات ليست حكراً على لاعبي هذا الجيل فقط، بل ارتكب بعض لاعبي الأجيال السابقة العديد من التجاوزات دون أن يتوقف عندها أحد· ** ورأي ثالث يقول: وهل لاعبو الأندية ملتزمون أم أنهم يسهرون حتى الفجر، دون أدنى التزام بقواعد الاحتراف الذي تتهيأ كرة الإمارات للدخول في عالمه من خلال تنظيم أول دوري للمحترفين· ** ولأن القضية - كما ذكرنا - أشبه بكرة الثلج التي تكبر يوماً بعد يوم، فإن موقف اتحاد الكرة منها يستحق الإشادة، لأنه لم يقف مكتوف الأيدي وتحرك في كل الاتجاهات من أجل معرفة الحقيقة، مع التأكيد أن نتيجة التحقيق ستظهر في أسرع وقت ممكن، ومعها العقوبة المناسبة، إذا كان هناك متهمون يستحقون العقوبة· *** ** بعد مباراة الإياب بين الأهلي المصري والهلال السوداني في دوري أبطال العرب بثلاثية نظيفة، ظهرت بعض الآراء التي من شأنها أن تلهب المشاعر في كلا المعسكرين بعيداً عن مقولة إن لا خاسر في قمة وادي النيل، وخرج الزميل خالد عز الدين بمقال في صحيفة ''الصدى'' السودانية بعنوان ''لا نيل ولا نيلة'' في إشارة الى أن التنافس الكروي لا يعترف بالشعارات، وأن الهلال فاز لأنه الأحق والأجدر· ** وبرغم سخونة لقاء الليلة بين شمال الوادي وجنوبه، أي بين منتخبي مصر والسودان، إلا أننا نأمل أن تعكس المباراة العلاقة التاريخية بين البلدين مع احترام رغبة كل منهما في تجاوز منافسه، فالمصريون يسعون الى تعزيز فوزهم الكبير على أسود الكاميرون، والسودانيون يريدون تعويض خسارتهم الثقيلة أمام زامبيا حتى لا يودعوا البطولة مبكراً وهم الذين انتظروها 32 عاماً· ** وإذا كانت الخبرة ترجح كفة المنتخب المصري، إلا أن ظروف المباراة وحساسيتها وملابساتها تضعها فوق صفيح ساخن لا يعترف بأي تكهنات أو أحكام مسبقة، فمن كان يتوقع أن يستأنس المصريون أسود الكاميرون ويروضونهم طوال تسعين دقيقة ويُلحقون بهم أكبر خسارة في تاريخهم· ** والسؤال: من يحتفل بانتصاره الليلة شمال الوادي أم جنوبه؟