تتزاحم الأفكار في رأس الإنسان لدرجة أنه يريد أن يعبر عنها جميعاً في مساحة محدودة للغاية·· لكننا تعلمنا أن هناك أولويات لابد وأن تطرق حديدها وهو ساخن·· والقضايا التي هي من هذا النوع تستفزنا وتفرض نفسها علينا وننظر إليها بغرابة بعد أن كنا قد اعتقدنا أننا تجاوزناها· أذهب إلى مقصدي مباشرة وأقول إن الفوضى للأسف لازالت مستمرة في أفكارنا وسلوكنا وتعاملاتنا· لقد توقفت عند المانشيت الرئيسي لصحيفة ''إمارات اليوم'' التي أحبها كثيراً كأداة صحفية تغوص في قلب المجتمع للتعبير عن نبضه ومشاكله وواقعه بعيداً عن الممارسات الرسمية التي أهلكتنا! كان المانشيت رياضياً على غير العادة لكنه يستحق·· لأنه يسلط الضوء على ممارسات فاسدة من بعض المنتسبين للمنتخب الوطني خلال معسكره الأخير بأحد فنادق دبي قبل خوضه عدة مباريات ودية في الآونة الأخيرة· كان مشهد الكلمة المدموغة بالصورة يعطي ايحاء بالتسيب واللامبالاة لمنتخب تتعلق به طموحات وآمال جماهير بلد بأكمله! نعم منتخب وطني نعتبره أحد رموز البلد من كثرة تعلق الناس به وشغفهم بالإنجاز الرياضي الذي يأتي من خلاله· وكم كان رائعاً من مجلس إدارة اتحاد كرة القدم في أول اجتماع له بعد قرار استمراره من الجمعية العمومية أن يولي هذا الموضوع جل اهتمامه ويطالب بالتحقيق في الوقائع المنشورة مع التأكيد على أنه لابد من معاقبة المخطئ إذا ثبت خطأه مهما كان لاعباً أو إداريا أو مدرباً· إننا نشيد بهذا النهج من إدارة الاتحاد ومن لجنته الفنية ·· نشيد أولاً بتجاوبها مع الوسيلة الإعلامية التي ألقت الضوء على ذلك ·· فهذا النهج من اتحاد الكرة يؤكد تفهمهم لما نسعى إليه دائماً ·· وهو اعتبار الإعلام شريكاً حقيقياً وليس مجرد سيف مسلط على رقاب الناس· السيف هنا نعترف بأنه مسلط ·· فهذا واجب المهنة التي تنوب عن المجتمع في رقابة مؤسساته بمختلف درجاتها ومهما كانت ·· لكن السيف لا يسلط دائماً وأبداً إلا على المخطئين فحسب· نحن سنتابع القضية وسنتابع التحقيق فيها ·· فنحن لا نريد بطولات حتى لو كانت من نوعية كأس العالم إذا كانت ستنحي القيم الأخلاقية جانباً·· نعم لا بطولات ولا أبطال إذا كان أصحابها ليسوا قدوة ومثلا أعلى! وإذا كان اتحاد الكرة يخشى أن يتأثر المنتخب بذلك وهو على أبواب كأس العالم ·· فنقول لهم استمروا فيما أنتم فيه ·· فإصلاح الأوضاع وبصدق أهم من كل اللاعبين وأهم من كل الأجهزة حتى لو كان على رأسها مدرب بحجم ميتسو ·· وكفانا ولعاً!! وعلى ذكر الجوانب الأخلاقية فقد تأثرت جداً بتصريح قاله اللاعب البرازيلي أندرسون بعد أن اعتدى عليه ثلاثة أشقاء من فريق الشارقة خلال التدريب قال أندرسون إنني أحب الأشقاء الثلاثة والموضوع انتهى بالنسبة لي بمجرد أن انتهى التدريب! أرجو أن يستوعب الأشقاء الثلاثة هذه المعاني المؤثرة من جانب لاعب إنسان قبل أن يكون أجنبيا محترفا·