رحلات يُجمّلها اعتدال الجو و الربيع

اكتست المناطق الصحراوية الإماراتية بسحر اللون الأخضر بعد هطول الأمطار، وازدانت ''بالحيا'' و''الربيع''، وهو الاسم الذي نطلقه محلياً على منظر الصحراء بعد أن تنبت شجيراتها الشتائية الصغيرة ماجعل الكثبان والتلال الرملية مقصد العائلات الشتائي لـ''الكشتات''، أي النزهات· ''البّر'' الجميل الرائق ازدانت مرابعه بتجمعات الأسر ورحلات الشباب خاصة في المناطق القصية من بعض المدن مثل الساد وسويحان والهير في مدينة العين، والبداير والهباب والذيد بين دبي والشارقة ومزرع وعوافي وغيرها في الإمارات الشمالية· ترغب بعض الأسر في قضاء يومين أو ثلاثة في البر فتحمل الخيام ومعدات التخييم وتتوجه في عدة سيارات دفع رباعي لتختار مكاناً جميلاً منعزلاً نوعاً ما وتنصب الخيام فيه موفرين للأطفال والشباب فرصة التنزه والتجول باستعمال الدراجات ولعب بعض الألعاب الأخرى· ويحبذ الشباب دوماً استعراض السيارات في البر وتحدي الكثبان الرملية بالوصول لقمتها والوقوف فوقها، وهو الأمر الذي أوجد مهرجانات خاصة في الإمارات لهذا النوع من تحدي الرمال مثل مهرجان تل مرعب في ليوا، ومهرجان عوافي في رأس الخيمة ومهرجان تل الساد في العين· وتصبح الرحلة أروع إذا أنبتت الأرض بعد المطر نباتات صحراوية يعرفها أهل الإمارات ويستلذون طعمها بعد الطهي مثل ''العريون'' و''الفقع'' أو يقطفون أوراقها ليتلذذوا بها مباشرة مثل ''الحماض''، ولأن الطهي في البر من أحلى متع ''الكشتة''، يحرص جميع أفراد العائلة على المشاركة فيه، فيشعلون النار في مكان يختارونه بعناية ويشوون اللحم والبعض يعد وجبات تراثية مثل ''قرص الجمر''، وهو نوع من الخبز يطهي على الجمر· ومن أهم أسرار نجاح ''كشتة البر'' التجهيز لها وأخذ كل ما تحتاجه الأسرة من طعام ومعدات كي لا يضطر أحد للعودة إلى المدينة وجلب النواقص، والحرص على وجود جهاز ملاحة لتحديد المواقع وأقرب الطرق الرئيسية، كذلك أخذ حقيبة للإسعافات الأولية مجهزة بما يلزم لعلاج الحلات الطارئة، ومن أهم الامور أيضاً اصطحاب معدات السيارات للمساعدة في انتشال السيارة إذا ''غرزت'' في الرمال والأهم من ذلك اصطحاب سائق ماهر في القيادة الصحراوية والحرص على الأطفال وتحركاتهم وعدم السماح لهم بالاقتراب من النار وأخيراً الاهتمام بتنظيف مكان التخييم قبل العودة إلى المنزل