السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أبو ناصر: الجيل الحالي يشعر بالاغتراب ويلهث وراء بريق العولمة

أبو ناصر: الجيل الحالي يشعر بالاغتراب ويلهث وراء بريق العولمة
12 يناير 2009 00:25
''حوار الأجيال'' اليوم سيثلج الصدور بتفاهمه وإيجابيته فهو يجسد علاقة بين أب وابنه استطاعا أن يتفقا على لغة تفاهم مشتركة بينهما، ويجعلا العلاقة التي تربطهما ترتقي إلى الحوار لا إلى الصراع فريد ناصر سعيد الواحدي، يبلغ من العمر اثنين وأربعين عاما، أنهى دراسته الجامعية من جامعة الإمارات، وحصل على البكالوريوس في الآداب تخصص تاريخ وآثار ويعمل الآن مديرا لمدرسة الصدارة النموذجية· يحدثنا الواحدي عن طبيعة الحياة في الماضي ويقول: ''إنها كانت صعبة ومعقدة، ورغم ذلك إلا أن الآباء والأجداد استطاعوا أن يتغلبوا على هذه الظروف، فالمساكن كانت من جريد النخل، والمياه كان مصدرها الأمطار، أما الكهرباء فلم تكن متوفرةئوكذلك الرعاية الصحية شبه معدومة، والتعليم كان أساسه المسجد''· ويصف الواحدي علاقته بأسرته: ''علاقتي بأبنائي علاقة طبيعية تقوم على الاحترام المتبادل والمحبة والمودة والارتباط الوثيق بيننا، كما تقوم على الصراحة حيث لا غموض فيها كما تقوم على الحرية النسبية التي تحفظ لكل منا دوره الطبيعي في الحياة الأسرية· وأستطيع القول إنها امتداد لحياتي وأخوتي مع والدي مع مراعاة الفارق الزمني وما تتطلبه الحياة المعاصرة من مرونة ضرورية (دون تفريط) تتطلبها حياة اليوم حيث لا يوجد فارق كبير في حياتي الأسرية فهي الارتباط بالماضي ومحاسنه مع مراعاة التقدم والتطور''· وبالنسبة للعلاقات الاجتماعية في الماضي يعتقد الواحدي أنها: ''تقوم على الصدق والبساطة والطيبة والوقوف مع بعضنا في الأفراح والأحزان، حيث لا نشعر بالوحدة أو الضيق· واليوم مازالت معظمها موجودة ولكنها ليست كالماضي، وذلك لكثرة الهموم والأعمال ولطغيان المصالح الشخصية على المصلحة العامة''· التعليم في الماضي كما أشار الواحدي إلى أن التعليم في الماضي يختلف كثيراً عن اليوم، حيث كان يركز على العلوم الدينية ويضيف: ''كنا ننظر الى المعلم نظرة إجلال واحترام وكانت له هيبة وقدر ومكانة''· وعن زواجه يؤكد الواحدي أنه تم في جو من الحرية والاختيار وتكاليفه عادية، فأسرته التي انحدر منها تحاول التوسط دائماً، وان شاء الله سيكون هذا هو المنهج في اختيار ابنه لزوجته على حد تعبيره· وفيما يخص المرأة في الماضي فيقول الواحدي: ''لقد عاشت حياة قاسية، فقد حرمت من التعليم، وسلبت الإرادة، واقتصر دورها في المنزل فقط، أما اليوم وبفضل النهضة الشاملة وبجهود القيادة الحكيمةئورعاية أم الإمارات فقد استطاعت أن تتولى أعلى المناصب ونالت أرقى الحقوق''· وأوضح الواحدي أن أوقات فراغه محدودة جداً حيث يجد نفسه أحياناً يعمل فيها وكأنه في الدوام، وذلك بحكم عمله ووظيفته، ومع ذلك فهو يعطي أسرته حقها في وقت الفراغ المتاح لأنها محرومة منه دائماً، بحيث تكمل أم أولاده هذا النقص· ويضيف: ''معظم وقت الفراغ المتاح أعطيه لأسرتي حيث أبذل جهداً كبيراً لتعويضهم النقص الذي يحدث نتيجة انشغالي بواجباتي الوظيفية''· التقليد الأعمى ينفي الواحدي مشاهدته لظاهرة التقليد الأعمى للغرب في الماضي بقوله: ''لا وجود لها في الماضي وما نشاهده اليوم شيء يدعو الى الخوف على مستقبل بعض الشباب من حيث التأثير والتأثر ببعضهم البعض، وهو يعود وللأسف لبعض الأسر التي تترك أبناءها يفعلون ما يشاؤون· فيجب على الأسر أن تربي أبناءها على القيم والمثل الفاضلة''· ويشيد الواحدي بالمجتمع الإماراتي الذي يفخر بعروبته وعقيدته الراسخة، وبموروثه الثقافي الذي لايزال موجودا على الرغم من التغيير الذي طرأ على هذا المجتمع، ويؤكد بأن التغيير انتشر بازدياد واضح خاصة بين جيل الشباب مما يدعو إلى الخوف وإلى ضرورة التمسك بالعادات والتقاليد التي يتميز بها شعب الامارات''· الجيل الجديد أما ناصر فريد الواحدي ''نجل الواحدي'' وعمره نصف عمر والده ويدرس الآن في جامعة الإمارات يحدثنا عن نفسه وعن جيل الشباب، ويستنكر الصعوبة في المعيشة التي واجهها والده وأجداده ويقول: ''لقد سمعت عن حياة أجدادي من والدي وجدي، فكنت أتعجب مما أسمع ، فنحن الآن نعيش حياة رغيدة مرفهة والدولة توفر لنا كل شئ من المسكن والتعليم والعناية الصحية وغيرها والحمد لله''· ويعتبر ناصر علاقته بوالده مبنية على الصراحة والوضوح منذ بدايتها فهو يستشيره في كل شيء، ويقدم له ولإخوته النصح والإرشاد ويعطيهم قدراً من الحرية، وعندما يحتاجون إليه يجدونه بجوارهم، ويعتقد ناصر أن هذا ما يحتاج إليه شباب اليوم''· ويوضح ناصر بالنسبة للعلاقات الاجتماعية الآن بأنه يجد فارقا بين ماسمعه من والده عنها في الماضي وبين ما يجده الآن لأنها ربما تكون في الماضي أقوى وأصدق ولكن ذلك لايلغي وجود احترام متبادل مع الجيران على حد تعبيره ··· ويحتفي ناصر بالمعلمين في زماننا لأن والده غرس فيه منذ نعومة أظفاره حب العلم والمعلمين، ولكنه يرى بعض زملائه من الطلاب يقللون من شأن المعلم ولا يهتمون بدراستهم''· وفيما يخص المرأة في زماننا يقول ناصر: ''سمعت كثيراً عن معانة المرأة في الماضي، لكنني لا أجدها اليوم تعاني كذلك، حيث أجد ها الان عكس ما كانت عليه في الماضي ففي أسرتي مثلا يوجد التفاهم والمشورة، ووالدي يعمل كثيراً برأي والدتي''· وقت الفراغ عن وقت الفراغ يقول ناصر: ''أسرتي تنظم لي أوقات فراغي بما يعود علي بالنفع فهي منذ صغري علمتني كيف أستفيد من وقت الفراغ، ولا تحرمني من ممارسة هواياتي الرياضية والثقافية حيث أننيئ أحب الرياضة والقراءة· فعلمتني كيف أختار أصدقائي وكيف أختار القصص النافعة· فأنا املأ أوقات فراغي بالنافع والمفيد وأتجنب السلبيات التي أشاهدها عند بعض شباب اليوم···'' ويلفت ناصر الانتباه إلى قضية التقليدالأعمى عند شباب اليوم فهو يشاهدهم يقلدون الغرب في لباسهم وقصات شعورهم، بل وفي حركاتهم وهذا يضايقه كشاب لأنه يرى فيه انحلالاً وسلوكاً منافياً لعقيدتنا وعروبتنا التي ربانا عليها آباؤنا وأجدادنا· لذلك فإن ناصر ينتقد هؤلاء الشباب بأسلوب حسن ولا يتخذهم أصدقاء ويتعامل مهعم فقط كزملاء دراسة وفي حدود ضيقة جداً· واستطاع ناصر أن يصنف جيل اليوم الذي هو منهم إلى ثلاثة أقسام: الأول: جيل متمسك بالعادات والتقاليد، والثاني: جيل رافض لكل ما هو قديم ومتمسك بكل ما هو جديد، والثالث: جيل حائر لا يدري الى أين يتجه إلى القديم أم إلى الجديد''· ويتفق ناصر ووالده على أن على أبناء هذا الجيل أن يتمسكوا بالدين الاسلامي وبعادات وتقاليد مجتمعهم ولا يتركوا مواكبة التقدم والتطور في الأمور الجيدة والمفيدة ويخدموا وطنهم الامارات الذي لم يبخل عليكم بشيء بعلمهم الذي يجب أن يجدوا ويجتهدوا به فهو سلاحهم وذخيرتهم ··· نحن غرباء يوجه ناصر الواحدي نقده الى الجيل السابق بالقول: ''أنتم لستم بأفضل منا، ونحن لسنا بأفضل منكم، فلكل زمان خصوصيته وظروفه التي تحكمه، على الرغم من ذلك لا زلتم تصرون على اتهامنا بأننا ''تافهون''و''سطحيون'' بل و''مستهترون ''و''عاجزون'' ونحن لا نملك إلا أن نراكم ''رجعيين'' وغير قادرين على مواكبة التقدم والتطور! ربما لا نستطيع أن نتجاهل المسافة الزمنية العمرية التي تفصلنا عنكم والتي تربطها اتجاهات فكرية وقوانين عصرية وميول واهتمامات ومتطلبات واحتياجات اختلفت عنكم فلم نستطع أن نحافظ على القديم الموروث كما ينبغي، ولم نستطع أن نواكب التقدم والتطور بدون أن نعمل بسلبياته قبل إيجابياته· إذن نحن الآن تائهون نتخبط وسط هذا الانفتاح الاجتماعي الثقافي في دنيا العولمة لا نعرف ماذا نريد؟ وإلى أين نحن سائرون؟ نحن غرباء ···غرباء···في عالم غريب !
المصدر: العين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©