الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الحقيقة المرّة!

الحقيقة المرّة!
12 يناير 2009 00:20
··انشغلت كغيري بما يجري على أرض غزة من فلسطين الجريحة·· وحاولت أن أهرب من مواجهة طفلي وأنا الذي أعلم فضوله، حتى أتجنب سيل التساؤلات التي تنتظرني حول ما يراه عبر شاشة التليفزيون، رغم محاولات تجنيبه ذلك، لكن يبدو أن محاولاتنا باءت بالفشل، ولم نستطع حجب مشاهدته لكل ما هو مؤلم ومؤذ، لكنني توقفت طويلاً أمام احتمالية تأثير ما يرى ويشاهد على وعيه وحسه وإدراكاته، ولم أستطع إخفاء دهشتي عندما انبرى يتساءل: لماذا تعتدي إسرائيل على غزة؟ لماذا يقتلون الأطفال هناك؟ لماذا لا نحاربهم ونقتلهم كما يقتلون أطفال غزة؟ من هم أصدقاء الأطفال في فلسطين؟ ومن هم أعداؤهم؟ وكيف نساعدهم ونمنع القتل والتدمير عنهم؟ وما السبيل إلى حمايتهم؟ ··تساؤلات بريئة حائرة تضع الآباء والأمهات أمام إشكالية موضوعية، تحتاج المزيد من الموضوعية وأمانة الطرح، وذكاء ودقة التناول·· تساؤلات تضع الوسائل الإعلامية المرئية، ومضامين ما يقدم أمام مسؤوليات جديدة من نوع آخر· ··سنفشل في حجب ما يجري، وسنفشل إذا فكرنا أن نستخف بعقول أطفالنا، وسنفشل أيضاً إن قدمنا إجابات وتفسيرات غير مقنعة، ومن ثم نحن مطالبون كآباء وأمهات، وأدباء وكتاب ومفكرين ومبدعين ومعلمين ومعلمات ومثقفين ومثقفات بأن نعي المسؤولية التي أوكلت أمانتها إلينا طوعاً أو كرها، أن نجيب على تساؤلات أطفالنا، ونوضح لهم حقيقة ما يجري في فلسطين·· غزة·· ولماذا يسال الدم العربي رخيصاً؟، لماذا لا نقف أمام ضمائرنا وقفة أمينة ولو لمرة واحدة؟ هل سيكتب التاريخ ويسجل بين صفحاته ما نرى من مآس ومهازل؟ أم سيغفل التاريخ مانرى؟ عدت إلى وعيي، وقررت أن أعترف لولدي بعجزي عن تقديم تفسير مقنع لما يرى، ورجوته أن يؤجل فهمه واستيعابه حتى يكبر، وأكدت له أنه عندما يكبر سيكون قادراً على الدفاع عن أطفال فلسطين، وسيكون أكثر قدرة على فهم ما عجزت أن أفسره له، لكن من يضمن أن تصله كتب التاريخ دون تحريف أو تزييف؟ المحرر
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©