؟ لم يكن يعلم طاقم تحكيم مباراتي حتا مع النصر والوصل مع الشعب أنهم سيدفعون ثمن الورود التي استقبلوا بها غالياً، وأن دفء الاستقبال سيتحول إلى سخط وغضب وضرب، يجبرهم على الهروب من الملعب والزحف منه تحت حماية الشرطة التي طوقتهم وهم ينسحبون منخفضي الرؤوس خشية لكمة لاعب، أو زجاجة فارغة من مشجع متهور، بعد أن انقلب الوضع رأساً على عقب في المباراتين بما لا تشتهي السفن، وخرج الجميع مستاء وغاضبا، فاللاعبون والإداريون والجماهير غاضبون على قرارت الحكام التي لم تعجبهم، ويرون أنها لم تنصفهم، والذي زاد من إشعال التوتر والحساسية المفرطة التي تعاملوا بها أحداث المباراتين ونتيجتيهما، فلم يتوقع النصر أن يتعادل مع حتا، وهو الذي يعتبر نفسه من الفرق الكبيرة، وذات الامكانيات، وتناسى أنه كبير في تاريخه فقط، اما في أرض الملعب وفي المستطيل الأخضر فلا صوت يعلو فوق صوت الجهد والأداء والعطاء طوال التسعين دقيقة، فما قدمه حتا يشفع له بمفاجأة النصر، وإحراجه بتاريخة العريق وهو العميد، وفي اللقاء الآخر الذي زاد إحتقان الموقف ،جنون المستديرة التي لم تكتف بإهداء الشعب هدف التعادل في الدقائق الأخيرة من زمن المباراة، إنما ذهبت الى أبعد من ذلك ووجهت للوصل صدمة موجعة إن لم تكن قاتلة، لقنته درساً في التركيز واللعب حتى الرمق الأخير، وأن كل شيء جائز في كرة القدم، ولكن البديل المتألق عبدالله عيسى كان المعلم الذي روض الفهود، وأبكاها على أرضها وبين جماهيرها، فزاد الطين بلة، فلم يكن غير الحكم ليكون شماعة يعلق عليها الخاسر سبب الخسارة، بعد أن ضاعت 3 نقاط ثمينة كانت في متناول يديه· ؟ وقد يكون الأمر وارداً في كرة القدم تقلبات المباراتين، ولكن ما لا نرضاه الخروج عن النص والتصرف غير الحضاري الذي بدر من القلة الضالة من الجماهير ومن بعض اللاعبين التي سولت لهم أنفسهم بالإعتداء على طاقم التحكيم الذي بات مغلوبا على أمره، خاصة بعد قضية الموسم، وما دار من أحداث وتبعات لقضية ماجد ناصر الشهيرة، التي على ما يبدو القت بظلالها مبكراً على الدوري، وقادت القلة الضالة الى هذا الخروج ظناً منها بهشاشة الحائط الذي يستند عليه الحكام، وضعف الحماية التي يوفرها لهم الاتحاد الذي بات في حالة يرثى لها، خاصة بعد استقالة رئيسه يوسف السركال، وهو ما يعني أن أصحاب القمصان الملونة سيعانون كثيراً فيما تبقى من الموسم، بعد الإجحاف الذي لقوه من الاتحاد أو لجنة الاستئناف أو غيرها من التداعيات التي دفعوا ثمنها في النهاية وكانوا أكبر الخاسرين فيها، ولا عزاء لهم· مجرد رأي ؟ في تناولي لقضية ماجد ناصر نبهت أكثر من مرة الى أن الحكام في مرحلة ما بعد قضية ماجد، والمباريات التي ستعقب الحكم النهائي، سيدفعون ثمن الحكم إما ايجابا ، بزيادة هيبتهم، وتعزيز مكانتهم، أو سلباً، وقد حدث وكان طاقم مبارتي حتا والنصر والوصل مع الشعب أول الضحايا·