العمل المؤسسي الرياضي ليس ترفاً بل هو أسلوب حياة نحن لسنا على قدره حتى الآن! والتحول من القيم الفردية إلى الجماعية في عالم كرة القدم لن يتم بضغطة زر فهو بحاجة إلى سنوات·· هذا إذا عقدت العزم عليه· انظر في عمق الصورة لكي تهتدي إلى تفسير مقنع لهذا التحول المرعب من شخص يزكيه كل الناس إلى شخص يهرب منه كل الناس! إن هذا المشهد هو كل القضية· وطالما أن القضية هكذا، فلابد وأن نعالج أمورنا من خلال الواقع الذي نعيشه، وليس من خلال الواقع الذي نتمنى أن نعيشه! أو الذي نتغنى به من دون أي وجود له في الواقع!! ويبقى سؤالي ملح وضروري يقول: ما الخطأ الفادح الذي وقع فيه سعادة يوسف السركال لكي يدفع فاتورته على هذا النحو المدهش؟! سأحاول الغوص في هذه الأخطاء التي حسبت على السركال وهي كما رأوها تأتي على النحو التالي: 1- أنه تعامل في قضية حارس المرمى ماجد ناصر بشيء من التذاكي وبخاصة في نهايتها، فهو كان يراهن على الوقت، من منطلق أن القضية سوف تتراجع خلال أيام، لأن الناس سوف تنشغل بالانتخابات وبتشكيل المجلس الجديد، وعندما يأتي المجلس الجديد يتم إغلاق الملف تماماً من منطلق فتح صفحة جديدة من أجل المستقبل· 2- ما كان له أن يسعى على هذا النحو لإماتة القضية، بل كان من المفترض أن يدعو الجمعية العمومية لجلسة عاجلة ليس من أجل نقض قرار لجنة الاستئناف بل من أجل طرح الثقة في الاتحاد نفسه بعد أن فشل في مواجهة هذه القضية، ودعوة الجمعية العمومية لتشكيل لجنة محايدة للتحقيق مع اتحاد الكرة سواء على صعيد أعضائه أو لجانه المختصة أو أمانة سره أو هيئة موظفيه، على أن تتم معاقبة المخطئ بعد معرفة الحقيقة كاملة· 3- لقد وقع السركال شخصياً في خطأ لا يُغتفر وهو التستر على المخطئين، لأنه يعرف من المخطئ، أما تصنيف الخطأ مابين متعمد وغير متعمد فهذه قضية أخرى لأن الخطأ خطأ في كل الأحوال· 4- أن السركال في الفترة الأخيرة ارتمى في أحضان بعض المسؤولين الكبار ''من غير الشيوخ'' في دبي، ولما كان هؤلاء المسؤولون يقودون عملاً تنفيذياً في أحد الأندية الكبيرة فإن ذلك لم يكن من حقه، لأن علاقته لا يجب أن تكون استثنائية مع أحد بخاصة مع مسؤولي الأندية· كما أنه - أي السركال - ارتمى في أحضان أحد القيادات القانونية الشابة في دبي وأصبح بمثابة مستشاره، وهذا الذي أشار عليه بفكرة اللجوء إلى ''الفيفا''، بل هو الذي أنهى القضية وجاء برد ''الفيفا'' في سرعة قياسية على الرغم من أعياد الميلاد، وكان ذلك بهدف قطع الطريق على اجتماع غير عادي للجمعية العمومية حتى لا تتخذ قرارات قوية ربما لا تكون في مصلحة السركال وربما كانت ستهز عرش اختياره بالتزكية، نعم إلى هذا الحد! ما تقدم كانت المآخذ التي أخذت على السركال وهي التي دفعت إلى ما حدث على نحو ما هو معروف، وهي أيضاً التي دفعت السركال دفعاً نحو المسارعة إلى تقديم استقالته الفورية، ليصبح ما بين ليلة وضحاها شخصية أخرى في عين المجتمع الذي تحول من النقيض إلى النقيض حتى قبل أن يعرف أو يقتنع بالأسباب! كلمة أخيرة: ستكون قد تسرعت إذا حكمت من الآن أنني ضد السركال·· انتظر حتى نصل من خلال هذا العرض إلى ما نريد أن نصل إليه، والتفاصيل في مثل هذه القضايا مهمة جداً من أجل الحقيقة ومن أجل مستقبل الأيام·