لاخلاف على أن قرار تأجيل احتفالات الجزيرة بفوزه بلقب بطولة التعاون الثالثة والعشرين إلى ما بعد ''ديربي العاصمة'' مع جاره الوحدة حمل الكثير من المغامرة والمخاطرة بإطفاء الكثير من توهج الفرحة، وبعثرة أوراق السعادة لو ما حدث وفاز الوحدة مثلاً، ففي كرة القدم كل شيء جائز، ولكن مع ذلك كان في القرار الجريء الكثير من الثقة في الفريق أولاً، بل كان أشبه بحقنة منشطة تعاطاها العنكبوت الجزراوي قبل المباراة، وساعدته في تسهيل مهمته والتعامل مع واحدة من أصعب المباريات وأخطرها، ومصدر الخطورة أهميتها للفريقين، فالجزيرة صاحب الأرض والجمهور واللقب الخليجي والمطارد الحقيقي للشباب المتصدر ما كان في وضعية ولا حالة تسمحان له بالتنازل عن نقاط المباراة، تحت أي ظرف كان، فكان الفريق مطالباً بنقاطها حتى لو كانت خلف الشمس، في الوقت الذي لم تكن أهمية الفوز بأقل أهمية للوحدة عن الجزيرة، فحاجته ماسة للفوز الأول في الدوري لتجاوز الكبوة التي طالت مع الفريق، ووضعته في مكانة لاتتناسب مطلقاً مع اسمه الكبير وإنجازاته، فمن منا يقبل أن يحتل العنابي المركز الأخير في جدول ترتيب المسابقة بعد الإمارات صاحب المركز قبل الأخير· وقبل اتخاذ القرار كانت الإدارة الجزراوية على علم بكل ذلك، ومدركة خطورة الموقف، لكنها لم تهتم بحالة المنافس بقدر اهتمامها وثقتها بلاعبيها وإمكانياتهم على تجاوز الجار بغض النظر عن ظروفه، وهو ما ضاعف من حجم الفرحة الجزراوية بعد الفوز على الوحدة وكسب نقاط ديربي العاصمة، ليحوّل فرقة العنكبوت الفرحة إلى فرحتين، فرحة الاحتفال باللقب الخليجي، وفرحة الفوز بالديربي الخاص على الوحدة، فكان الجزيرة منصوراً بالثقة التي كسبها من قيادته ومسؤوليه، وجماهيرة الغفيرة التي زحفت لستاد محمد بن زايد، وكانت عودتها أحد المكاسب المهمة التي يجب أن تسعد بها الأسرة الجزراوية والفريق بشكل خاص، خاصة في الفترة المقبلة التي تتطلب تلاحماً بين الفريق وجماهيرة لتحيقيق الهدف القادم وهو الفوز بدرع الدوري، كما أعلن ذلك سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان وزير شؤون الرئاسة نائب رئيس هيئة الشرف رئيس النادي، والذي شارك الفريق أفراحه، وكان حريصاً على المشاركة وتهنئة الفريق قبل أن يجف عرقهم، وهو ما اعتادوه من سموه الذي ظل قريباً منهم، مسخراً كل الإمكانيات لخدمتهم ولتوفير سبل النجاح للفريق لمواصلة نجاحاته وانتصاراته، وهو ما يعرفه الجزراوية جدياً، ويدركون حجم الاهتمام الذي يحظون به من سموه· ولمن يخشى مطب كل عام، بتراجع الفريق في الأمتار الأخيرة من عمر الدوري وتراجعه في الوقت الحرج، فقد طمأن سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان جماهير الجزراوية بأن كبوة كل عام لن تتكرر، بعد أن اكتسب الفريق مزيداً من الخبرة للتعامل مع الظروف الصعبة، وإكمال مسيرة النجاح بنفس الروح والحماس حتى النهاية التي تمنى سموه أن تكون جزراوية· مجرد رأي زادت حلاوة نقاط الوحدة التي كسبها الجزيرة من درجة المخاطرة وقوة المباراة بالنظر إلى ظروف الفريقين وحاجتهما للفوز، فكسب الجزراوية الرهان الصعب، ليضاف إلى رصيدهم، ويعزز من مكانة الفريق وثقته، ويضيف مزيداً من حالة الرعب للآخرين·