مُنذ اليوم الأول لدوري 2008 الذي شهد واقعة الحارس ماجد ناصر خلال مباراة الجزيرة والوصل، وكرة الإمارات تعيش فوق صفيح ساخن أدى إلى استقالة المونديالي علي بوجسيم أشهر حكم في تاريخ الإمارات، قبل أن يقدم يوسف السركال رئيس اتحاد الكرة استقالته التي لا رجعة فيها، تمهيداً لبدء مرحلة جديدة في مسيرة اتحاد الكرة من خلال رئيس ومجلس إدارة جديدين· وستكون المرة الأولى في تاريخ كرة الإمارات التي تتولى فيها الجمعية العُمومية، وليس الوزير، تشكيل لجنة مؤقتة تتولى مهمة تسيير أمور الاتحاد، وذلك بناء على تعليمات ''الفيفا''، لحين إجراء الانتخابات التي لا نعتقد أنها ستجرى قبل عدة شهور من الآن، حيث سيتم فتح باب الترشيح من جديد، على أن يُغلق قبل إجراء الانتخابات بشهرين كاملين· وأتوقع أن يتم إعادة فتح باب الترشيح لرئيس ونائب الرئيس وأعضاء الاتحاد، لا أن يتم الاكتفاء بفتح باب الترشيح لمنصب الرئيس فقط· ورغم قناعة الكثيرين بأن قضية الحارس ماجد ناصر هي التي كانت بمثابة ''القشة التي قصمت ظهر البعير'' وعصفت باتحاد كرة القدم، إلا أنه من العدل الاعتراف بأن المرحلة الماضية شهدت العديد من النجاحات، حتى أن عام 2007 يعتبر أفضل أعوام الكرة الإماراتية، حيث شهد إحراز الأبيض الإماراتي أول بطولة رسمية في تاريخه باعتلاء عرش الكرة الخليجية عندما عانق لقب ''خليجي ،''18 كما أن الأبيض يسير في طريقه الصحيح بتصفيات كأس العالم، ناهيك عن فوز الجزيرة باللقب الخليجي لأول مرة في تاريخه أيضاً، فضلاً عن الإنجازات الإدارية على المستوى الآسيوي والنجاحات التسويقية· مما يمهد الطريق أمام المجلس الجيد لاستثمار تلك النجاحات، وتجاوز السلبيات التي لا يخلو منها أي عمل، وتحقيق كل ما تصبو إليه كرة الإمارات في المرحلة المقبلة· ألحق فرسان الأهلي بالنحل الشرقاوي أول خسارة هذا الموسم، وبرغم أن فريق الشارقة كان الأفضل ميدانياً معظم فترات المباراة، إلا أن براعة إسماعيل الحمادي الصاعد الواعد حسمت الموقف وأهدت الأهلي ثلاث نقاط من شأنها أن تعزز صحوته تحت قيادة مدربه هيسيك· وكلمة حق فإن النتائج الايجابية التي حققها الأهلي أمام العين والشارقة في الدوري وأمام الوحدة في الكأس لا تقلل من شأن مدربه السابق يوسف الزواوي الذي حاول جاهداً أن يحقق النجاح مع الفريق، ولكن غياب عنصر التفاهم والانسجام بين عناصر التشكيلة الأهلاوية الجديدة، في ظل التزامات المنتخبات الوطنية التي ضمت عدداً كبيراً من لاعبي الأهلي، حال دون وجود الوقت الكافي في التدريبات لرفع معدلات الانسجام بين اللاعبين، وعندما زالت أسباب عدم الانسجام، بدأ الأهلي يعود إلى سابق عهده، ويكفي فوزه على ثلاثة منافسين أشداء خلال أيام معدودة، فصعد للمربع الذهبي للكأس، ويتقدم بخطى ثابتة في الدوري، أملاً في تعويض ما فاته وسعياً لملاحقة أهل القمة· مشكلة الفريق الشرقاوي أنه لا يستثمر عاملي الأرض والجمهور بدليل خسارته نقطتين بالتعادل مع حتا والتعادل أيضاً مع الجزيرة قبل أن يخسر أمام الأهلي ليفقد الفريق 7 نقاط كاملة في الملعب البيضاوي· كما أن الفريق يفتقد للاحتياطي الاستراتيجي، فضلاً عن أنانية مسعود شجاعي، ولو لم يعالج تلك الأمور فإنه سيجد صعوبة شديدة في المنافسة على لقب بطولة الدوري التي غابت عنه منذ 12 عاماً بالتمام والكمال·